يعمل الاتحاد السعودي لكرة القدم وعلى لسان (رئيسه)، لإسقاط سلفه (90 مليون ريال) استلمها من وزارة المالية في يوليو 2011م لإكمال عقد (ريكارد) مدرب المنتخب السابق!.
لو كنت مسؤولا لرفضت هذا الطلب، تبعاً للنتائج (غير المرضية ) للمنتخب السعودي في السنوات الأخيرة، وحتى مستواه في كاس الخليج 22 الحالي، ولكون رئيس الاتحاد السعودي (رجل أعمال احترافي)، ينتظر أن يكون نموذجاً (للشباب السعودي) في خلق بيئة رياضية (احترافية واقتصادية) خصوصاً وأن الاتحادات العربية والخليجية المشابهة، لا تحظى بما يحظى به الاتحاد السعودي من دعم (مادي ومعنوي) من الدولة!.
في يوليو 2012م كتبت هنا مقالاً عن اتفاق شركة (أرامكو) وأكاديمية نادي فالنسيا الإسباني على ترشيح (3 مواهب رياضية سعودية) تم اكتشافهم من قبل رئيس الأكاديمية السيد (فايلو مانديا)، ليتم تدريبهم ومنحهم الفرصة الكافية لصنعهم كنجوم جدد في الملاعب الأوروبية بالاتفاق مع أولياء أمورهم، وشركة الزيت الراعية لهؤلاء النجوم، حينها طالبت الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالاستعانة بخبرة (أرامكو) لوضع حلول شبابية لمسيرة الرياضة في البلد؟!.
ليس عيباً، معظم مشاريعنا، ووزاراتنا تستعين بخبرة (أكبر شركة في العالم)، المسألة تحتاج لمشروع اقتصادي متكامل لتشغيل الأندية، والاستثمار الرياضي الذي ينظر إليه (كحل) لكل مشاكل الرياضة (كنت أتوقع أن الأمير عبدالله بن مساعد) قادر على خلقه، ولكن تصريحاته الأخيرة بانتظار إسقاط الحكومة لقرض الـ 90 مليون ريال كان مُحبطاً!.
بكل تأكيد المشكلة وقعت قبل تولي الأمير عبدالله (رئاسة رعاية الشباب)، ولكن العقلية الاستثمارية، والخبرة التي يملكها الرجل، قادرة على حل كل المشاكل والأزمات المالية التي تخرج في طريقه، وهنا التحدي الحقيقي، فعشرات الملايين التي تتبخر مع (جلب مدرب)، و(إنهاء عقد آخر) أموال مُهدرة، يمكن استثمارها بإنشاء (أكاديمية سعودية) عالية المستوى للتدريب، ولو بالاستثمار مع أندية أوربية، وعالمية، لتأهيل المواهب السعودية، وصنع جيل قادر على تغيير مفهوم الرياضة لدينا؟!.
كل مدرب يأتي للسعودية سيفوز بعقد بـ(عشرات الملايين) وسيرحل في نهاية المطاف، وسنعود نبحث عن مدرب جديد، وبدعم آخر على طريقة (لله يا وزارة المالية)، فما الحل إذاً؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.