من بين الأسباب التي أدت بشباب الأمة الإسلامية إلى الانحدار في مهاوي التخلف الحضاري ماديًا ومعنويًا وفكريًا وعقليًا وأخلاقيًا هو الاختلال الذي طرأ على الفكر الإسلامي وحوله من فكر واقعي يعتد به في كل أمر ويجعله منطلقًا لعلاج كل ما تتعرض له حياة الناس من فساد في مناحي الحياة كافة، إلى فكر يغلب عليه الشر والتشرذم والاقتتال والتكفير والتدمير؟ مما أدى إلى أن وجد الشباب أنفسهم في وضع الاضطراب، من خلاله لم يتمكن كثير منهم من معرفة السبب الذي جعلهم يعيشون هذا الواقع المرير وأصبحوا غير قادرين على التعايش مع الإسلام الحقيقي وغير قادرين على ممارسة الدور الحضاري ومعرفة الحقائق التي تهدف إلى زرع الخير والسعادة ودحر الشر. بكل أسف لم يستطع كثير من الشباب التخلص من كل ما أنتجته العقول المتخلفة التي أعادت الفكر الإسلامي إلى عصور الانحطاط
وأصبحت الهوة عميقة لا يعرف شبابنا كيف يعبرونها لينتقلوا من الباطل إلى الحق، ولهذا فإنه يجب علينا أمراء وعلماء وكبراء وعامة الناس أن نبعدهم بكل ما نملك من قوة عن اعتناق النزوع الجارفة وألا تكون منهاجًا لحياتهم لأن في ذلك فقدانًا التوازن للقوام العقلي والنفسي؟ ليس مشكلة الشباب معرفة الحق بقدر ما هو توطين نفوسهم على انتهاجه، ألم يحن الوقت إلى إعداد شباب الأمة إعدادًا نفسيًا وفكريًا وعدم تركهم يهيمون في شوارع الضياع وعدم اللا مبالاة ومساعدة عقولهم لقبول المنطق العلمي وإفهامهم أن وطنهم وأسرهم بحاجة إلى جيل يعرف مواجهة الأخطار من كل مكان ويدافع عن المقدسات والمحرمات. إن ذلك يتطلب إعدادًا لا يقبل الهوان ولا الضعف ولا الاتكالية وفتح كل ميادين التدريب لإحتواء شباب الوطن وليعلم الجميع أن التهاون في حماية الأرض والعرض محرم وأن استحلال المحرم في الإسلام ردة.