- صرح المدير الفني للمنتخب الهولندي السيد جوس هيدينك بأن مباراة منتخب بلاده القادمة أمام منتخب لاتفيا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016م، والمقرر إقامتها في فرنسا ستكون مفصلية بالنسبة له. وسيحدد المدرب الخبير صاحب الـ67 عاماً.. مستقبله التدريبي على ضوء نتيجة تلك المباراة، وسيتخذ قراره النهائي إما بالاستمرار مدرباً للمنتخب البرتقالي، أو بالتنحي من منصبه معترفاً بفشله في مهمته الوطنية في قيادة منتخب بلاده.
- قدم المنتخب الهولندي مستويات فنية هائلة في مونديال كأس العالم 2010 في البرازيل تحت إشراف المدرب السابق لويس فان خال، ولكن تراجعت تلك المستويات الرائعة مع انطلاقة التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا وسط تواضع النتائج المسجلة، ولم يحقق المنتخب البرتقالي أكثر من ثلاث نقاط خلال ثلاث مباريات لعبها. وهو ما صب الزيت على النار من قبل الصحافة الهولندية لتوجه سهام النقد اللاذع للمدرب جوس هيدينك.
- المدرب المحنك رد بهدوء وعقلانية على الانتقادات الموجهة له، وبدأ بفارق السن الكبير بينه (67 عاماً) وبين اللاعبين الشبان في المنتخب (والذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 30 عاماً) وأوضح أنه رغم تغير الأجيال إلا أنه لازال يشعر بالحماس مع المجموعة الحالية قائلاً:» أمتلك الكثير من الحماس للتحدث مع اللاعبين الشباب. أشعر بطاقتهم وأسألهم دائماً اذا ما كانوا يفهمونني؟. اذا وصلني الشعور بأنهم لا يرغبون في وجودي فإنني سأتوقف. لكن لم يصلني هذا الشعور عبر التشكيلة الحالية». ولم يكتف هيدينك بذلك بل إنه وضع نتيجة مباراة هولندا مع لاتفيا لتكون دافعاً نهائياً لاتخاذ قراره حينما قال: «إذا خسرنا أمام لاتفيا فإنني سوف أتخذ القرار المناسب». في إشارة واضحة لأهمية اللقاء.
- كلمات المدرب المحنك خففت توتر وتساؤولات العديد من الصحفيين، ليتجه بعدها «هيدنيك» لتوجيه الإعلام بشكل عام في بلاده حول بعض الملاحظات التي من شأنها أن تهز أركان الكرة الهولندية حسب وجهة نظره.. قائلاً: «لا أحبذ الأجواء الدرامية الذي يخلقها بعضهم حول المنتخب. هناك ردود فعل مبالغ بها. لكنني أتقبلها. كما أن الانتقادات أقوى وأكثر حدة هذه الأيام مقارنة بفترتي السابقة مع المنتخب. ووسائل الإعلام تتنافس أكثر مع بعضها هذه الأيام في توجيه النقد». في تلميح واضح وصريح من مدرب المنتخب الهولندي إلى أن الصحف تتطلع للتنافس في توجيه النقد بغض النظر عن مصلحة المنتخب، وذلك بهدف رفع مبيعاتها وأسهمها بين القراء والجماهير المستاءة من النتائج السلبية في التصفيات والمباريات الودية.
- أشرف المدرب جوس هيدينك على العديد من الأندية الأوروبية الشهيرة مثل أيندهوفن الهولندي، وفناربخشة التركي، وفالنسيا الإسباني، وريال مدريد، وريال بيتيس، وتشيلسي الإنجليزي. إضافة لذلك أشرف هيدينك على تدريب العديد من المنتخبات العالمية مثل هولندا، كوريا الجنوبية، إستراليا، روسيا، تركيا. وسبق له أن وصل للمركز الرابع في مونديال كأس العالم مرتين.. الأولى كانت في عام 1998م مع منتخب هولندا، والثانية في عام 2002 مع منتخب كوريا الجنوبية.
- ما الذي يحتاجه المنتخب الهولندي في الوقت الحالي؟ سؤال يتبادر إلى الأذهان لمحبي وعشاق الكرة البرتقالية، ولعل إجابته تتلخص في كلمة واحدة حسب رأيي البسيط والمتواضع، فجل ما يحتاج إليه المدرب جوس هيدينك ولاعبي المنتخب الهولندي هو «الهدوء» فقط.
- الهدوء في الوقت الراهن سيرفع من معدل التركيز لدى المدرب ولاعبيه، ويجب على وسائل الإعلام الهولندية أن تعي ذلك الأمر بعد الكلمات التي قالها المدرب الخبير في المؤتمر الصحفي قبل مواجهة منتخب لاتفيا يوم غد الأحد، كما أن النقد يجب أن يكون بناء وهادفاً يستفيد منه المدرب واللاعبون بدلاً من كيل الاتهامات ورصف المطالبات وتوجيه الأسهم دون البحث عن وصفة يمكن من خلالها علاج الوضع المتردي للمنتخب الهولندي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية.
- أعتقد بأن المدرب هيدينك سينجح في تخطي منتخب لاتفيا، وسيخرج من عنق الزجاجة، ويخطو قدماً نحو الأمام بعد أن وضع النقاط على الحروف ورمى بالكرة في ملعب وسائل الإعلام واللاعبين ليخلق أجواء مثيرة بعد أن لوح باستقالته بناءً على ما ستسفر عليه نتيجة المباراة. فتلك الكلمات اجتذبت أيضاً الإعلام الأوروبي وعشاق الكرة العالمية لمشاهدة مباراة هولندا ولاتفيا. كما أن الثقة الكبيرة التي يتميز بها هيدنيك ستساعده على تحقيق النقاط الثلاث واستعادة هيبة وصورة المنتخب الهولندي في سماء الكرة الأوروبية.