انطلقت دورة الخليج العربي منذ أكثر من أربعين سنة بفكرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عندما كان مسؤولاً عن الرياضة وشؤونها، وبمباركة من دولة البحرين التي استضافت الدورة الأولى. وهكذا حتى توالت دول الخليج العربي في الاشتراك في هذه الدورة، وكان لها الصدى الكبير في دول الخليج من الحماس والمنافسة الشريفة قبل أن يكون هناك احتراف، وقبل أن يكون أيضاً هناك تعاقدات مع لاعبين أجانب أو لاعبين محليين وطنيين. وكان اللاعبون يلعبون من أجل الكرة، ومن أجل رفع اسم بلادهم.. وهكذا استمرت هذه الدورة تقام في كل دولة من دول الخليج العربية بين فترة وأخرى، وكانت بعض الدول بداياتها ضعيفة، لكنها استفادت من الأخطاء التي وقعت من حيث التكنيك والخطط التدريبية، وغيرت من سياستها من حيث التعامل مع اللاعبين والمدربين، وأسست قاعدة اعتمدت على الوجوه الشابة التي تتسم بالنشاط والتضحية والقوة، واستمرت على هذا المنوال حتى بدأت تقترب من التتويج شيئاً فشيئاً، وعدم تكرار ما حصل منها في الأعوام السابقة. لكن عندنا نحن في المملكة العربية السعودية، التي تعتبر في جغرافيتها قارة، اعتمدنا بعد الله سبحانه وتعالى على وجوه متكررة مع بعض الأندية المعروفة. هؤلاء اللاعبون احترافيون مع أنديتهم، ومرتبطون بعقود مع هذه الأندية بالملايين، وأغلب هؤلاء اللاعبين أولاً تنقصهم الثقافة العامة إلى درجة أن البعض منهم قد لا يحمل إلا مؤهل شهادة الكفاءة المتوسطة، وهذا ما نشاهده في بعض المباريات من سوء الخلق وعدم احترام الآخرين من اللاعبين والحكام. وإضافة إلى قلة المؤهل قلة الثقافة العامة والرياضية خاصة. كذلك أغلب من سوف يمثلوننا في هذه الدورة كبار في السن، وهذا ينعكس على قلة العطاء والنشاط. والسؤال في هذا السياق: أليس المملكة لديها أكثر من مائة وخمسين نادياً بين الأندية الممتازة الأولى والثانية والثالثة؟ أنعجز عن أن نختار من مجموعة هذه الأندية من اللاعبين وجوهاً شابة، نطعم بها منتخبنا الوطني، وعدم الاعتماد على لاعبي الأندية الممتازة الذين قلَّ عطاؤهم وقلَّ نشاطهم لكبر سنهم، وأصبحوا غير قادرين على العطاء كما هو الحال مع بداية لعبهم في هذه الأندية؟؟.
إنني آمل أن يكون لدينا أكثر من منتخب أول ورديف من القادرين على العطاء وتمثيل المملكة خير تمثيل، من أجل رفع اسم المملكة عالياً، وأن يترادف هذا مع تطلعات راعي الرياضة والرياضيين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي لم يدخر وسعاً في دعم الرياضة والرياضيين. وما موافقته -حفظه الله- على إنشاء إحدى عشرة (جوهرة) على غرار مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، وموافقته أخيراً على إنشاء (17) نادياً في جميع مناطق المملكة، شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، إلا دليل على اهتمامه - حفظه الله - بدعم الرياضة والرياضيين، ومن ضمنها التمثيل الخارجي من أجل رفع راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) عالياً.