المملكة ورشة عمل لإنجاز مشاريع تنموية ضخمة لم تشهدها في تاريخها، وتعد من أكثر دول العالم إنفاقا على تلك المشاريع تغطي جميع المناطق والمجالات، والتي ستحدث نقلة تنموية اقتصادية حضارية للمملكة في المستقبل القريب تضاهي الكثير من دول العالم. بعد اكتمال تنفيذ هذه المنشآت الضخمة تبدأ مرحلة التشغيل، ومع هذه المرحلة تبدأ مرحلة أخرى مهمة جداً، ألا وهي مرحلة الصيانة، وهي مرحلة تزداد فيها التكاليف مع تقادم عمر المنشأة، وتُحمَّل على ميزانيتها السنوية التي تستقطع من الميزانية العامة السنوية للبلد. ومن المتعارف عليها أن ميزانية الصيانة السنوية تقدر بـ 3 - 5 % من قيمة المنشأة وفقا للمعايير الدولية، وتزداد هذه النسبة مع تقادم عمر تلك المنشأة. فمثلا تكاليف الصيانة، لمنشآت تنموية حكومية تنفذ حاليا يقدر تكلفتها الإجمالية بتريليون ريال أو أكثر، بين 30 و50 مليار ريال سنويا عند تشغيلها. لذا، من المهم أن يؤخذ بعين الاعتبار التالي:
1 - التركيز على أهمية الصيانة وبرامجها المستقبلية خلال مرحلة التصميم والإنشاء، وأن تكون وفق المعايير الدولية، سواء من استشاريي التصميم، أو من المقاول، أو من الاستشاريين المشرفين، وكل من له علاقة بذلك، من أطراف أخرى، لإطالة عمر المنشأة التشغيلي وبأقل تكلفة صيانة على ميزانية الدولة مستقبلا.
2 - تكوين فريق وطني مناسب لحجم المشروع من الإداريين والمهندسين والفنيين يرتبط بإدارة المنشأة، يعمل مع المقاول والمشرفين والاستشاريين ليكون على اطلاع تام على مراحل الإنشاء من البداية إلى النهاية، ليصبح خبيراً ومؤهلاً، وليكون على دراية تامة بالمنشأة، وبالتالي إدارتها، و تشغيلها، وصيانتها بعد اكتمالها وبكفاءة عالية جداً، وبتكلفة معتدلة وفقاً للمرجعيات الفنية الهندسية العالمية في مجال الصيانة. هذه النقاط التي أثرتها أعلاه، عقدت لها المؤتمرات وورش العمل لتسليط الضوء على الصيانة وأهميتها، وبحث وكتب عنها الكثير من المختصين الذي ليس عندهم أدنى شك بأن الاهتمام بالصيانة من بداية تنفيذ المشروع حتى تشغيله يوفر الكثيرويحسن أداء المنشأة مستقبلا. لذا، فمن المهم أن تسن التشريعات ذات العلاقة بالتشغيل والصيانة، وأن يخصص جزء كبير من عقود تنفيذ تلك المشاريع الحكومية للصيانة وإدارتها وفقا لمنهجية الصيانة المثالية المتعارف عليها دوليا لتأثيرها المباشر على العمر الافتراضي للمنشأة والميزانية المخصصة لها سنويا.