قدمت وزارة التعليم العالي من خلال مشاركاتها الفعالة في معارض الكتاب في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية والعربية رسالة سامية، وفعلت الصورة الحقيقية عن المملكة وما تعيشه من تطور وتقدم ثقافي وعلمي وحضاري يتواكب مع مكانتها العالمية على المستويين السياسي والاقتصادي، إضافة إلى تقديمها للرسالة الأهم وهي التعريف بقيم الإسلام بوصفه دين محبة وسلام وهو الأمر الذي ساهم في إسلام العديد من الزوار لهذه المعارض ومن بين هؤلاء سنغافوري مسيحي من أب بوذي اعتنق الإسلام بعد زيارته لركن المرأة في معرض الوزارة في جاكرتا.
ومن يطلع عن قرب على الجهود الجبارة التي يبذلها المسؤولون في إدارة التعليم الدولي بوزارة التعليم العالي وعلى رأسهم الدكتور سالم المالك المستشار والمشرف العام على إدارة التعاون الدولي وزملاؤه الدكتور إبراهيم السعدان والفريق المشارك من وزارة الثقافة والإعلام ومكتبة الملك عبد العزيز العامة ودارة الملك عبد العزيز وشؤون الحرمين الشريفين في فعاليات المعارض يدرك حرص هؤلاء الرجال على إبراز دور المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء العالم من خلال تزويد الزائرين بالكتب التي تحكي واقع وسماحة الإسلام وبعدة لغات، مع تعريفهم بمراحل تطوير الحرمين الشريفين، وتوزيع الهدايا عليهم من مصاحف شريفة وسجادات للصلاة ومياه زمزم الذي اعتبروه مع المصحف الشريف من أهم وأغلى الهدايا.
مشاركة المملكة في مثل هذه المعارض برهنت للعالم أجمع أن السعودية بقادتها ومسؤوليها وشعبها متمسكون بمبادئهم السمحة، ينبذون التعصب والعنصرية وينشرون بفكرهم المعالم الحقيقية للإسلام، وأن التصرفات الفردية الممزوجة بالإرهاب لا تمت للشعب السعودي بصلة.
ومن أهم عناصر المشاركة في هذه المعارض هو نشر مؤلفات عن الحرمين الشريفين وعن كسوة الكعبة المشرفة بعدة لغات كما حدث في مشاركة المملكة في العاصمة الإندونيسية «جاكرتا» حيث حظي جناح كسوة الكعبة المشرفة بعدد كبير من الزوار وحتى وزير السياحة الإندونيسي أصر على المشاركة في عملية التطريز بهذا الجناح، ومنحت هذه المعارض فرصة الحج لعدد من مسلمي هذه الدول من خلال فوزهم بمسابقات ثمنها الحج لبيت الله الحرام في العام المقبل.
لذا نتمنى من وزارة التعليم العالي ممثلة في إدارة التعاون الدولي أن تتوسع في مشاركاتها لتصل للعديد من الدول الأوروبية التي لا تعرف حقيقة الإسلام وأهله، وسماحته ولطفه، فالكثير من سكان العالم يرون أن الإسلام يحرض على العنف والإرهاب، ولكن تغيرت النظرة بعد إقامة مثل هذه المعارض التي أوضحت لهم الحقائق الغائبة عن أذهانهم، فهناك جنسيات أوروبية وآسيوية حظيت بنعمة الإسلام بعد الحصول على المعلومات التي انتظروها طويلاً وتحققت أمانيهم من خلال زيارتهم لمعارض الكتاب التي أبدع في صياغة أحداثها إدارة التعليم الدولي بوزارة التعليم العالي، حيث قدمت خدمات جليلة لكل الفئات والأعمار مبرهنة للعالم أن المملكة ستواصل جهودها وخطواتها المباركة لخدمة دول العالم ونشر الدين الإسلامي بين شعوبه برغبتهم الفردية دون إجبار أحد، لكن سياسة القائمين على هذه المعارض وحرصهم على الوصول إلى الذي يسعون إليه وحسن تعاملهم خلق في نفوس الزوار رغبة صادقة للتعمق في أمور الإسلام وتحديد المسار الصحيح وهو الدخول في الإسلام، لذا أعود وأكرر أن المسؤولية كبيرة على وزارة التعليم العالي وهي مطالبة باستمرار هذه المعارض لأن جزءًا من الأهداف المرجوة تحققت في عدة دول، ولا بد أن يتحقق المزيد من الأهداف في دول أخرى هي بأمس الحاجة لمعرفة حقيقة وسماحة الإسلام.
شكرًا لكل من ساهم في نجاح معرض الكتاب الدولي في جاكرتا وأخص بالشكر الدكتور سالم المالك المستشار والمشرف العام على إدارة التعاون الدولي بوزارة التعليم العالي والدكتور إبراهيم السعدان والفريق المرافق لجهودهم المضاعفة فيما تحقق من نجاح باهر، مع الأمنيات بتواصل هذا التميز والنجاح.