فاصلة:
(من سار راكباً حصان سواه لا يستطيع ركوب الحصان ساعة يشاء)
- حكمة إسبانية -
بعض مجموعات برنامج «الواتس آب» أو «التليجرام « أشبه بخلايا إرهابية نائمة وإن كانت صغيرة ،لأن الإرهاب لا ينحصر في قتل الأبرياء إنما يوجد إرهاب خطير هو الإرهاب الفكري.
الملفات الصوتية والمرئية والنقاشات في بعض المجموعات توضح أن هناك خللاً بالفعل في مفاهيمنا أو قيمنا تجاه مفهوم التعايش وقبول الآخر.
وخطورة برامج مثل تلك عبر أجهزة المحمول سرعة انتشار الأفكار والمعلومات دون رقابة إلا من وازع ديني أو ضمير أخلاقي.
موضوع السنة والشيعة مثال حي على ذلك، فأينما توجهت بالنقاش عن احترام مذهب الشيعة تجد أن الردود القاتلة تأتيك للحكم على سلوكياتهم أو طقوسهم الدينية مع أننا كبشر لسنا مخولين للحكم على الآخرين فالله تعالى يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ}.
الجزئية المهمة أننا منذ زمن الصحوة -إن صح التعبير- غُذينا كجيل بفكرة الحذر من الشيعة وكعمليات عقلية فإن الفكرة يصاحبها جلب العقل لإثباتات لها ومن هنا فالفكرة الأساسية أن أهل الشيعة يضرون بأهل السنة.
لو سألنا أنفسنا لماذا بعضنا يعادي الشيعة؟
إن كان بسبب خبرات سابقة في التعامل مع بعضهم فالتعميم مرفوض.. وإن كان بسبب طقوسهم الدينية غير المفهومة أو المقبولة لدينا فهذا حقهم ولا يملك أي إنسان الحكم على الآخر. وإن كان بسبب مفهومنا أنهم يؤذون المسلمين فكل ما تواتر إلينا من معلومات لا يمكن إلصاقها بالشيعة جميعاً، ولا يمكن تعميمها.
الحقيقة أننا نحتاج إلى وعي أكبر بأنفسنا قبل أن نعي حقوق الآخرين.
نحتاج أن ندرك خطورة القناعات الخاطئة التي يمكنها أن تضر بنا وبأسرنا ومجتمعنا فلا يوجد أثمن من نشر قيم السلام والتسامح في أي مجتمع.
ولا توجد عدالة مثل التعامل مع الآخر وفق إنسانيته وليس وفق دينه أو مذهبه أو جنسيته أو قبيلته.
من المؤسف أنه بقدر ما نردد أن الناس سواسية وأن التقوى معيار الله في الحكم على عباده نجدنا نحكم على الناس وعلى سلوكياتهم فقط لأنهم يختلفون عنا.
إذا لم يردعنا إيماننا بالله عن العنصرية فلا دواء لعقولنا حين تتحجر.