كشف رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطيني، عيسى قراقع قراقع أن حكومة إسرائيل تمارس سياسة الانتقام بحق الأسرى الفلسطينيين من خلال الانقضاض على حقوقهم الأساسية وفرض إجراءات وقوانين تنتهك مبادئ حقوق الإنسان كالاعتقال الإداري التعسفي واعتقال النواب البرلمانيين واستخدام التعذيب، والإهمال الطبي، والعزل الانفرادي والقمع والمداهمة المستمرة بحق الأسرى في السجون، أو الحرمان من الزيارات والصحف ووسائل الإعلام وإدخال الأغطية الشتوية وغيرها من الإجراءات المشددة التي فرضت على الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
يأتي ذلك في وقتٍ قال فيه مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في تقرير صادر عنه «تلقت الجزيرة نسخةً عنه» أن عدد نواب المجلس التشريعي الفلسطيني المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي لغاية اللحظة أصبح 24 نائباً بالإضافة لاثنين من الوزراء الفلسطينيين.
واستعرض «قراقع» الوضع الحالي للأسرى الفلسطينيين موضحاً أن إسرائيل اعتقلت منذ يونيو الماضي 3000 فلسطيني يشكل الأطفال ما نسبته 43% منهم، وأن حملة الاعتقالات الجماعية والعشوائية تركزت في مدينة القدس المحتلة وشملت عدداً كبير من الفتيان والأطفال.
وقَدَّم قراقع شهادة أمام لجنة تقصي الحقائق الخاصة بالحرب على قطاع غزة المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان بعد أن منعت إسرائيل اللجنة من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة. واتهم قراقع في شهادته حكومة إسرائيل بالاستهتار بالعدالة الإنسانية من خلال تشريع قوانين جائرة ضد الأسرى الفلسطينيين كقانون إعادة اعتقال الأسرى المحررين وقانون إطعام الأسرى المضربين عن الطعام بالقوة، وقانون رفع سقف الأحكام بحق الأطفال لتصل إلى 20 عاماً، وقانون تقييد شروط الإفراج عن الأسرى في أي حل سياسي أو صفقات تبادل وغيرها.
ودعا قراقع الأمم المتحدة إلى توفير الحماية القانونية للأسرى الفلسطينيين واخذ دورها في إلزام إسرائيل بتطبيق المعايير الدولية واتفاقيات جنيف على الأسرى بالسجون بصفتهم أسرى دولة فلسطين المحتلة ومقاومين شرعيين ومحميين بموجب اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة.
من جهة أخرى بدورها أدانت الرئاسة الفلسطينية ما أقدمت عليه مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي من نقل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، النائب البرلماني الأسير القائد مروان البرغوثي، إلى زنازين العزل الانفرادي في سجن هداريم الإسرائيلي.. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في تصريح نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: إن على سلطات الاحتلال التوقف عن كل هذه الإجراءات العقابية بحق كل الأسرى الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات مخالفة لكل مواثيق جنيف التي تعتبرهم أسرى حرب.. وأكد أبو ردينة أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس يتابع بشكل مباشر قضايا الأسرى الفلسطينيين حتى إطلاق سراحهم جميعاً. وأكد محامي نادي الأسير الفلسطيني أمس الأول الأربعاء، أن مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على نقل القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي القابع في سجن «هداريم» إلى زنازين العزل الانفرادي. وأوضح نادي الأسير في بيان له أن إدارة السجن أبلغت الأسرى أن عملية نقله جاءت كعقاب على البيان الصحفي الذي تم نشره على لسان القائد البرغوثي في ذكرى رحيل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورداً على ذلك قام الأسرى بإغلاق السجن حتى الساعة السابعة.
وقال البرغوثي في بيان سَرَّبه من سجنه: «إنني بهذه المناسبة، ومن زنزانتي، ومن وسط آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني أود التأكيد أن اغتيال الرئيس ياسر عرفات كان قراراً رسمياً إسرائيلياً - أمريكياً، بعد حصار عسكري وسياسي متواصل، بهدف إجهاض انتفاضة الأقصى المباركة وضرب المقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني. والأمر لا يحتاج إلى طواقم ولجان تحقيق لمدة عشر سنوات للوصول إلى هذه الحقيقة.. ودعا الأسير البرغوثي في بيانه إلى ضرورة إعادة الاعتبار مجدداً لخيار المقاومة بوصفه الطريق الأقصر لدحر الاحتلال الإسرائيلي ولنيل الحرية والعودة والاستقلال وتبني حركة المقاطعة لإسرائيل من قبل القيادة الفلسطينية رسمياً.