دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، إلى تنسيق ثنائي عالٍ بين البلدين لمكافحة الإرهاب وأنه يجب أن يكون هناك تنسيق عالٍ بين العراق والسعودية لمكافحة الإرهاب بعد سنوات طوال من البرود في العلاقات بين العراق والسعودية.
تأتي زيارة رئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم إلى المملكة كفرصة لإعادة الدفء بين بغداد والرياض، وإزالة التشنج الذي طالما استمر بينهما على خلفية مواقفهما المتضادة حيال التطورات الإقليمية، بدءًا من موقف المملكة تجاه التغيير المتمثّل في طغيان الطائفة وإقصاء المكون العربي السني الذي حصل في العراق بعد سقوط النظام السابق، ومرورًا بالأزمة السورية التي ألقت بظلالها على العراق، وصولاً الى بروز تنظيم «داعش» وتهديده لمنطقة الشرق الأوسط برمتها، كلها ملفات دسمة تحتاج لنقاش جدي بين قيادة البلدين من أجل تجاوزها وتأسيس علاقات حسن جوار دائمة وسبق ذهاب معصوم إلى السعودية عدة مواقف متبادلة بين كبار مسؤولي البلدين لترطيب الأجواء بينهما، إذ أكد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أن زيارة الرئيس معصوم إلى السعودية جاءت استجابة لدعوة وجهت من قبل القيادة، من المملكة، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة ستستثمر لدفع العلاقات العراقية السعودية إلى الأمام وقال الجعفري لـ(الجزيرة): إن هذه الزيارة جاءت استجابة لدعوة وجهت من قبل المملكة العربية السعودية لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم مع بعض الوزراء، مشددًا على القول «إننا سنستثمر هذه الزيارة خصوصًا أنها ستشهد لقاءات كثيرة تبدأ بخادم الحرمين الشريفين وسمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل.
وأضاف الجعفري، أن «الدبلوماسية العراقية السعودية ستحرك عجلة القضايا التي كانت جامدة سابقًا استكمالاً للقاءات السابقة في جدة وباريس ونيويورك»، مبينًا أن «اللقاءات السابقة أعطت مؤشرات بوجود جدية في تحريك العلاقات العراقية السعودية ما يدعونا لاستثمار هذه الزيارة والدفع بالعلاقات العراقية السعودية إلى الأمام وفي تصريحات صحافية من على متن الطائرة الرئاسية المتوجهة إلى السعودية توقع وزير المالية هوشيار زيباري أن تكون الزيارة إيجابية وهي فرصة للتقارب في الرؤى والأفكار لتحسين العلاقات بين البلدين وأيده في هذا الرأي وزير التخطيط الذي أشار إلى أن هذه الزيارة هي مقدمة لزيارات حكومية.
وأفاد بأن الجانب السعودي أرسل مؤشرات إيجابية وهو متحمس للقاء الوفد العراقي وأما وزير الداخلية محمد الغبان فقد قال: إن هذه الزيارة ستفتح مزيدًا من التعاون بين البلدين وهي زيارة رئاسية لتطبيع العلاقات بين البلدين وبوابة للزيارة الحكومية المرتقبة ويرافق معصوم في زيارته هذه وفد حكومي رفيع المستوى، يشمل وزراء الخارجية ابراهيم الجعفري، والداخلية محمد الغبان، والمالية هوشيار زيباري، والتخطيط سلمان الجميلي، ومستشار الأمن الوطني فالح الفياض، فضلاً عن عدد من المستشارين والإعلاميين وعلمت (الجزيرة) من مصادر من الوفد الإعلامي المرافق للرئيس معصوم أن جدول يوم الثاني للزيارة خصص لاستقبال الرئيس لسمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وسمو رئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز كما استقبل معصوم في مقر إقامته بالرياض عددًا من سفراء الدول العربية المعتمدين لدى المملكة العربية السعودية، مؤكدًا على رغبة العراق في تمتين العلاقات مع دول الجوار والتقدم بها لما يخدم المصالح المشتركة وفي سياق آخر عبر المرجع الديني محمد اليعقوبي عن تفاؤله بزيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى السعودية، وأمله في مساهمتها في حل المشكلات العالقة ولو تدريجيًا بحسب الأهمية والأولوية.. اليعقوبي قال في بيان لدى استقباله معصوم قبل توجهه إلى الرياض: إن «الأجواء الإيجابية التي سادت العلاقات بين البلدين بعد التغيرات السياسية الأخيرة في العراق تساعد على تقريب مسافة الحل. وأضاف أن «الرئيس يذهب مستندًا إلى إجماع من القوى السياسية وتأييد من المرجعية الدينية في النجف الأشرف، حيث ينطلق منها إلى المملكة العربية السعودية لإيصال هذه الرسالة، مع حصول القناعة المشتركة لدى قيادتي البلدين أن خطر الإرهاب والتكفير يهددان الجميع على حد سواء، ولا يفرق بين دين وآخر أو طائفة وأخرى أو قومية وأخرى.
ودعا اليعقوبي الى «أهمية تماسك الجبهة الداخلية وحل الخلافات بين الكتل السياسية وتوحيد المواقف إزاء هذه القضايا الخطيرة مادام العدو يستهدف الجميع ويريد تخريب الحياة في كل جوانبها.
من جهته عد النائب عن ائتلاف دولة القانون كامل الزيدي، أن زيارة معصوم إلى المملكة العربية السعودية خطوة في اتجاه طي صفحة من الخلافات والبدء بتعاون أمني وسياسي بين البلدين. وقال الزيدي إن الحكومة العراقية تسعى للانفتاح على جميع الدول العربية والإقليمية، مشيرًا إلى أن لقاء معصوم بالمرجعية الدينية قبيل زيارته إلى الرياض تأتي لاطلاع المرجعية على الخطوات السياسية التي تقوم بها وكذلك للاستماع لتوصياتها في الخطوات التي تسعى لتنفيذها مع عدد من الدول التي تدور حولها شكوك بمحاولات تقويض العملية السياسية في البلاد ودعم بعض الجماعات المسلحة لزعزعة الأمن والاستقرار في العراق.
ودعا الرئيس معصوم خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، إلى تنسيق ثنائي عالٍ بين البلدين لمكافحة الإرهاب وقال: إنه يجب أن يكون هناك تنسيق عالٍ بين العراق والسعودية لمكافحة الإرهاب.