أمواج الطائفية تتلاطم من حول سفينة هذا الوطن الذي يسير في أمن وأمان رباني حماه من هزات تعرضت لها عدد من الدول غرقت شعوبها في وحل المصادمات الطائفية، وبالرغم من أن هناك أبواقًا مأجورة تحاول النيل من وحدة شعب هذا الوطن،
إلا أن المواطن في كل مدينة وقرية أثبتت أنه يملك وعيًا وحسًا وطنيًا عاليًا، فخابت كل محاولات الشحن الطائفي وأخمد المواطن المحب لوطنه ومجتمعه والمحب للسلم والسلام الاجتماعي دعوات الفرقة التي تكررت واستخدمت فيها أنواع الأسلحة الناعمة من قنوات طائفية ووسائل التواصل الاجتماعي محاولين خرق سفينة الوطن التي تسير برعاية من الله، ثم تلاحم هذا الشعب مع قيادته،
والفشل الذريع والخيبة التي مني بها دعاة الفتن، جعلهم يحاولون تجريب أسلوب القتل والإرهاب، متوقعين أن يحدث ذلك ما كانوا يخططون له، فهاجموا مواطنين آمنين وقتلوا شبابًا بجريمة استنكرها الشعب السعودي، مما أثبت أن هذا الوطن جسد واحد إذ تعرض جزء منه لجريمة تداعت لها باقي الأجزاء بالمواساة والتعاطف!
هذا الوطن دائمًا يثبت أنه للجميع ويثبت للجميع دائمًا أنه شعب واحد عاش منذ القدم في تناغم وتلاحم يضرب به المثل. جريمة المعتدين مهما عظمت قابلها مشهد عظيم تمثل في ذلك الجمع الغفير الذي صاحب تشييع شهداء الجريمة الإرهابية، وكان بالفعل أبلغ رسالة أوصلها الشعب إلى من كان يقف وراء المجرمين ويساندهم، كان التلاحم والتكاتف في أبهى صوره، لم يكن ذلك في المقبرة التي شهدت توافد أكثر من سبعين ألف شخص جاؤوا من مختلف أنحاء المملكة بل بالملايين الذين توالت رسائلهم وتغريداتهم في وسائل التواصل الاجتماعي منددة بهذه الجريمة، ومؤكدة أن وحدة هذا الوطن متماسكة لا تهزها مثل هذه الجرائم التي توقع منفذوها ومن وراءهم بأنها سوف تحدث شرخًا وخللاً أمنيًا يفرحون به لكن سحرهم انقلب عليهم!
ثم صورة وطنية لافتة وليست مستغربة من قادة هذا الوطن عندما يزور المسؤولون أهالي الشهداء معزين ومواسين، فهذه صورة بليغة توضح ترابط هذا الشعب مع قيادته، وبالرغم من فشل دعاة الفتنة في الوصول إلى أهدافهم إلا أننا يجب أن نكون حذرين فهم لن يكفوا عن المحاولات حسدًا من عند أنفسهم على ما ننعم به من أمن وتلاحم شعبي وعلينا أن نجرم دعاة الطائفية والذين يهدوون بالفعل أمن الوطن والمواطن، وسيتم الله نوره على هذا البلد الآمن ولو كره الإرهابيون.