أحد الأصدقاء يملك سيارة (يابانية)، ولكنه يحمل في جيبه دوماً (مفتاح سيارة ألمانية)، حتى يوهم الذي أمامه أنه (يركب ) هذا النوع الفاره من السيارات، هذه الحيلة سهلت كثيراً من أمور صاحبنا، حتى أن هناك من يقول له مازحاً (سلفني المفتاح عندي مراجعة)، والناس ما لها إلا الظاهر!.
مؤخراً انخرطت في حملة البحث عن (رقم سيارة مميز) لمساعدة (صديق آخر) يجول في طريق الملك فهد - منذ أسبوع تقريباً - لتعقب سيارات (العمالة ) التي تغادر فجراً، وتعود عند المغيب، ليبحث عن رقم مميز لسيارته التي اشتراها، ولم يُخرج لوحاتها بعد!.
الله يصبرني على هذه النوعية من (الأصدقاء)، فقد كنت أعتقد أن هذه الظاهرة انقرضت لدينا تماماً، خصوصاً بعد القبول بالأمر الواقع مع توقف (تركيب وجمع) حروف بعض اللوحات، ولكن يبدو أن هناك من يهتم بمثل هذه المسائل !.
في بعض الدول الخليجية المجاورة - مازال شبابها - يعانون من عدم القدرة على التمييز بين (الكشخات ) في مجتمعاتهم، فالكل يملك سيارة فارهة آخر موديل - والله يخلي القروض البنكية بالطبع - لكن الفارق في القدرة على تمييز (ولد النعمة) عن غيره ، يكمن في رقم (لوحة السيارة ) فقط !.
فإذا كانت السيارة تحمل رقماً (واحداً)، اضبط نفسك، وخليك (عاقل)، لأن الرجال على ما يبدو (واصل ) وعروقه في الماء، أما إذا كانت اللوحة (رقمين ) فالرجل مهم جداً، ومن فئة (الهوامير)، وهكذا بالنسبة (للأرقام المتشابهة) كلما زادت ..الخ !.
المظاهر الخداعة تغزو (مجتمعاتنا الخليجية ) بسرعة رهيبة، إنه زمن (الأقنعة الملونة) و(الحقيقة الغائبة)، لا يمكنك أن تثق بالمظاهر دوماً ! لدي صديق (مُلتحي ومُدخن)، يترك (عقاله) في السيارة عند مراجعته لأي معاملة في دائرة حكومية، فقط لأنهم يقولون له (وش نقدر نخدمك فيه يا شيخ)؟!.
بعض أصدقائي (الصيع) كفاني الله شرهم، بدأوا في ترك (ذقونهم تطول ) تمشياً مع موضة أبطال المسلسلات الأخيرة (حريم السلطان، وسرايا عابدين)، أخشى من مناداتهم مع مرور الأيام (بالشيخ فلان، والشيخ فلان ) تبعاً للوك الجديد!. بيني وبينكم، فعلاً (المظاهر خداعة) !.
وعلى دروب الخير نلتقي.