من (قصص الصالحين) أنهم يسيرون في الأسواق دون أن ينظر أحدهم إلى هاتفه المحمول، ليتفقد صفحات تويتر، أو رسائل (الواتساب)، فهم متفرغون للتسوق والتبضع الحقيقي، فيما غيرهم منشغل بتأثير سيل من (الدردشات الواردة)!.
كتابة (الواتساب) هكذا صحيحة، كما أنها تكتب (واتس أب) بهذه الطريقة، مثلها مثل (الفيس بوك) أو (الفيسبوك)، هذا الخلاف في الرسم، لا يأتي كونها كلمات جديدة ومترجمة فقط، فكتابة بعض أيام الأسبوع هي الأخرى فيها اختلاف مثل (الثلاثاء)، أو (الثلثاء) ؟!.
عوداً على بدء، هناك مثل سوداني يقول (الواتساب عامل زي الثلاجة، ما في شيء جديد، بس لازم تفتحو كل دقيقة)، وهذا يدل على التعلق - اللا إرادي - بخدمات المحادثة والدردشة التي اجتاحت العالم العربي!.
في الغرب يعانون من ذات الظاهرة، ولكن بتأثير أقل، لوجود وسائل مشابهة، وقنوات أخرى، ربما تعلقنا بهذه الوسائل يرجع لكونها أسلوباً جديداً ومُثيراً (للتعبير الشخصي) لدى المواطن العربي، الذي عانى سنوات طوال من الرأي الواحد، والمصدر الواحد، ووجد نفسه فجأة قادراً على قول ما يريد، والتعبير عن ما يعتقد، ونقل أي حدث - دون وصاية - بضغطة زر، فالأمر يعود لرقابته الذاتية، وقناعاته!.
دول متفهمة مثل (السعودية) تعاملت مع هذه الثورة المعلوماتية بتعقل، وعاملت المستخدم بثقة كبيرة جداً منذ البداية، وتركت له المجال والحرية لتحديد ما يريد، ونقل ما يريد، ولكنها في ذات الوقت شرعت - قوانين و أنظمة صارمة - لضبط المسألة، حتى لا تُستغل كجرائم إلكترونية لإيذاء الغير، أو بث الفرقة والدمار، بشكل غير أخلاقي أو ديني، في المقابل يعاني المستخدم في دول أخرى (ترفع لواء الحرية) من ويلات الحظر (المتكررة والمتعاقبة) على هذه الوسائل، والتقنيات التي يتم التعامل مع محتواها بحساسية كبيرة ومفرطة!.
السؤال الكبير: هل ما نرسله ونستقبله عبر هذه الوسائل هو (تواصل اجتماعي) بالفعل؟ أم (فضائح اجتماعية)؟!
يصعب الإجابة على هذا السؤال، ما لم تلتقط صرخات (المقاطع)، وأصوات (الموسيقى الصاخبة) في التجمعات العامة، مثل صالة الانتظار في المطار، أو في المستشفى، وغيرها!.
حتى تشعر أن البقاء مع الصالحين، بعيداً عن هذه التقنيات، هو التواصل الاجتماعي الحقيقي!.
وعلى دروب الخير نلتقي.