هناك أسباب عديدة أوصلت نادي الوحدة إلى ما هو عليه الآن، منها تعاقب الإدارات الوحداوية؛ ما نتج من ذلك عدم تمكن أي إدارة من تنفيذ خططها وأفكارها مع تعمد الإدارة الخلف عدم تكمله مشوار ما بدأت به سلفها، وهكذا دواليك، فتعطلت مسيرة النادي، وتعثرت فنياً وإدارياً وحتى مالياً، ثم إنه في حال قدوم أي إدارة جديدة تأتي بجهاز فني بمعرفتها؛ ما يعني أن المدرب الجديد يبدأ من الصفر، ومن المربع الأول في التعرف على أفراد الفريق، والشروع في عمل خطط ومنهجية تدريبية مختلفة، وهذا فيه إرباك للاعبين، ويؤثر في نفسياتهم؛ وبالتالي في الأداء بشكل عام في المباريات. ثم ثالثاً: التفريط في كل موسم في بعض اللاعبين النجوم، كما فعلت من قبل إدارات عبدالسلام وكعكي والتونسي، وكذلك الإدارة الحالية بعدم التجديد - على سبيل المثال - للاعب سليمان المؤشر، وبيع عقده للنادي الأهلي بحجة توفير سيولة مالية للنادي ودخل إضافي، وهذا كان له تأثيره السلبي، كما أنها عمدت تماماً مثل إدارة علي داوود السابقة إلى بيع عقود من لاعبين إلى ثلاثة لاعبين، يعدون من ركائز فريق كرة القدم في الوسط والدفاع، ولم تعوضهم بلاعبين يستطيعون سد النقص وتكملة الفراغ، خاصة أن في هذا الموسم وجد فرق قوية، كالاتفاق والنهضة والقادسية والطائي والرياض، وكلها فرق كانت تلعب في الممتاز، وتملك الخبرة، ولديها لاعبون نجوم، ولم يكن الوحدة قادراً على المقارعة للنقص الكبير في التشكيلة، وعدم وجود لاعبين متمكنين؛ ما تسبب في هذه النتائج السلبية الحالية في دوري الدرجة الأولى، وابتعاد الفريق عن صدارة الترتيب. ومن الأسباب الأخرى أن إدارة حازم اللحياني أبعدت بعض الكوادر الإدارية الفنية، وعمدت إلى الاستعانة بإداريين تنقصهم الخبرة والمرونة في التعامل مع اللاعبين؛ ما أوجد فجوة كبيرة وعدم قابلية من العديد من أفراد الفريق الأول، ناهيك عن تأخر استلام الرواتب والمكافآت في موعدها، ثم إن تخلي أعضاء الشرف عن الدعم والمساهمة في تأمين احتياجات نادي الوحدة المالية عطل تنفيذ العديد من المشاريع؛ وبالتالي تحمل العبء الأكبر الرئيس حازم ونائبه الزويهري بالكامل دون مساعدة من أحد، ولم يستطيعا تأمينه. ومما زاد الأمور تعقيداً، والطين بلة كما يقال، هو الصراع القوي والشديد الذي نشب وتفجر بين الرئيس ونائبه رامي تونسي، وكان صراع صلاحيات وسلطات ومصالح على حساب النادي، وبالطبع نتج من ذلك تحزباتتكتلات أدت إلى ابتعاد غالبية أعضاء مجلس الإدارة، ولم يعد يوجد إلا ثلاثة إداريين أو أربعة، بمن فيهم رئيس النادي، وهذا بالتأكيد لا يمكن أن يؤمن النجاح المطلوب، وأوصل النادي في الألعاب كافة إلى هذا الوضع المزري. وأعتقد جازماً أن إدارة حازم اللحياني هي من أفشلت نفسها بنفسها بسوء إدارتها، وربما لنقص الخبرة سواء فنياً أو إدارياً، وعدم قدرتها على حسن التعامل مع الإداريين، وعمدت إلى المركزية في أسلوب العمل؛ وبالتالي دخلت في صراعات جانبية، وأهملت تنفيذ الخطط والأجندة التي كانت الجماهير الوحداوية تأمل بأن تضطلع بها، والتي جاءت من أجلها. وأستطيع القول من هذا المنبر إن الإدارة الحالية قد فشلت فشلاً ذريعاً، وما من حل سوى أن ترحل فوراً ودون إبطاء، أو مع نهاية الموسم الحالي على أبعد تقدير، وإتاحة الفرصة لإدارة جديدة. ولعلي هنا أرشح وأطالب بعودة علي داوود ليقود النادي من جديد، لكن ليس بكادره القديم، بل بوجوه شابة وإداريين متمكنين، على أن يكون التنوع والاختيارات من جميع الشرائح المكية، وإن رغب في الاستعانة بزملائه من قدامى اللاعبين فلا بأس، لكن كمستشارين فنيين ليس إلا. وقد يقول قائل إن الداوود قد فشل في السابق. أقول: نعم، ربما لأمور خارجة عن إرادته، لكنه يظل وجهاً مقبولاً وإدارياً رياضياً فنياً محنكاً، لديه أفكار وأجندات عملية، ولو أُتيحت له الفرصة بالعودة في تسلم زمام الأمور في النادي المكي فسوف يحقق النجاح؛ كونه قد عرف مكامن الضعف والسلبيات ليتلافاها. وثمة أمر مهم أيضاً، هو استمرار دعم صالح كامل، ودعوة كل كبار أعضاء الشرف للدعم، وعلى رأسهم عبدالرحمن فقيه وأجواد فاسي وابن محفوظ والتونسي جمال وجميل القرشي والدعجاني والمطرفي ورجلي الأعمال أبورياش وإبراهيم أمجد.. وهناك العديد من الأسماء كالزيادي والفارسي. فيا حبذا دعوتهم للدعم؛ فربما لو تضافرت جهود الوحداويين فسوف يعود الوحدة سريعاً جداً بإذن الله. المهم أن تخلص النويا ويصدق العمل.