تواجه المفوضية الأوروبية الجديدة برئاسة جان كلود جونكر أول أزمة حادة لها بعد أقل من أسبوع واحد من استلام مهامها، وذلك إثر الكشف أن عددًا كبيرًا من الشركات والمؤسسات وفرت ضرائب من مليارات الدولارات بفضل اتفاقيات عقدتها مع دوقية لكسمبورغ التي كان يونكر تولى رئاسة الحكومة فيها طيلة أكثر من عشرين عامًا. وكشفت تقارير صحفية وتحقيقات نشرت في صحف أوروبية عدة أن لوكسمبورغ منحت ضمانات لمؤسسات عدة لتقليل الضرائب لها. وتعمل الأوساط الأوروبية في بروكسل حالياً على تجاوز هذه التطورات بسبب ما قد تتسبب فيه من تشويه إضافي للعمل الأوروبي المشترك، في الوقت الذي يكافح فيه الاتحاد الأوروبي للخروج من دوامة الأزمة الاقتصادية. وألحقت السياسة الضريبة للوكسمبورغ ودول أخرى مثل سويسرا وهولندا وإيرلندا وبريطانيا أضرارًا كبيرة بحسابات الدول الأعضاء ودافعي الضرائب الأوروبيين في الوقت نفسه. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل إن التركيز يجري حالياً على أعلى مستوى لتجنيب المفوضية متاعب إضافية، وعدم إثقال رئيسها يونكر للسماح له بالبدء بتنفيذ برنامجه الاقتصادي والاجتماعي ومساعدة منطقة اليورو على استعادة الانتعاش، وهو الهاجس الحقيقي والأول لجميع الفعاليات الأوروبية وعلى المستويات كافة. ويقول المراقبون إن السياسة الضريبية للوكسمبورغ كانت - ولا تزال - معروفة من الجميع، وهي لا تمثل سلوكًا غير قانوني لكن الكشف عن هذه التطورات يأتي في وقت يمر فيه الاتحاد الأوروبي بأزمة ثقة، وستزيد من نفوذ المشككين في الأطروحات الأوروبية.