رغم أنّ نتائج الأسباني لوبيز كاروا مع المنتخب في المباريات الرسمية منطقياً تعتبر أكثر من جيدة، إلا أنه لم يحظ برضى الشارع الرياضي وهو أمر مستغرب، خاصة أنّ منتخبنا في الفترة الأخيرة قبل تولي لوبيز شهد إخفاقات مع عدد من المدربين الذين تناوبوا على تدريبه من بعد عام 2007 م، وتحديداً بعد البطولة الآسيوية التي كسبها المنتخب العراقي أمام منتخبنا بهدف دون مقابل، وكان مدرب منتخبنا وقتها البرازيلي أنجوس، ورغم أنه ليس بذاك المدرب الشهير إلا أنه قدم لنا منتخب بثوب جديد وبعناصر شابة، لكن هوس تغيير المدربين المستشري في الكرة السعودية لم يمهل السيد أنجوس طويلاً، ليأتي خلفه البرتغالي بيسيرو والذي لم يكن مقنعاً ( لخبراء ) الكرة لدينا الذين يرون أن المنتخب الذي تأهل لكأس العالم أربع مرات يستحق أن يقف على هرمه الفني مدرب عالمي، وبالفعل بدأت رحلة البحث لكن صادف هذه الرحلة عائق قوي وهو إجماع أغلب المدربين الذين تمت مفاوضتهم، ومنهم الهولندي هيدنك والبرازيلي قوميز الذي اعتذر في اللحظة الأخيرة، أن الكرة السعودية مقصلة المدربين وأن عمل المدرب لا يخضع لتقييم فني بل لأهواء شخصية، ليبقى الخيار الوحيد أمام مسيري الكرة السعودية الهولندي فرانك ريكارد والذي وقع بعقد يسيل له اللعاب، لكن فرانك لم يوفق مع الأخضر ليجد اتحاد القدم نفسه مجبراً لإلغاء عقده ولضيق الوقت تم تكليف المشرف الفني على المنتخبات السنية لوبيز كاروا الذي عمل بفلسفة مختلفة عن كثير من المدربين، وهي العمل لإعداد منتخب للمستقبل، حيث كان يمنح الفرصة لكثير من الوجوه الجديدة في المعسكرات وفي المباريات الودية مع عدم إغفاله منح المجتهد من لاعبي الخبرة الفرصة وتقييمهم ومقارنتهم بالوجه الجديدة ومن هو الأصلح للفترة القادمة، وهو ما اتضح من خلال منحه حسين عبد الغني الفرصة في مباراتي الأرجواي ولبنان، لكن بعد تقييمه وجد أن وجود الزوري وياسر الشهراني، بالإضافة للفرج أفضل للمنتخب من وجود عبد الغني الذي يعتبر أحد أبرز نجوم فريقه، وما يميز لوبيز عن غيره أن لديه إلماماً بأغلب اللاعبين السعوديين خاصة الذين مروا على المنتخبات السنية، لذا سنشاهد الكثير من الوجوه الشابة تحجز لها مقاعد في التشكيلة الخضراء مثلما شاهدنا السديري والعنزي والشهراني وسعيد المولد ومعتز هوساوي وبصاص وسالم والعابد وسالم ويحيى وباخشوين وفهد المولد وغيرهم ، الغريب أن القائمينلى اتحاد القدم والمنتخب بدلاً من دعم السيد لوبيز والذي سيقود الأخضر في دورة الخليج الذي ستنطلق بعد أقل من أسبوعين ساروا في الركب مع منتقدي لوبيز الذين أغلبهم تسيرهم عواطفهم، حيث لا يستندون على تقييم فني لافتقادهم للرؤية الفنية لعدم إلمامهم بالنواحي الفنية والنظرة الثاقبة، فجل تركيزهم لماذا ضم اللاعب الفلاني ولماذا استبعد اللاعب الفلاني ولماذا لم يهاجم ياسر الشهراني لا يهاجم أمام الأرجواي السؤال الذي يطرح نفسه هل المطلوب من ياسر أن يطبق طريقه المدرب بعدم الاندفاع للهجوم والاكتفاء بإغلاق وسط الملعب ومساندة الزوري وهي طريقة مقنعة أمام منتخب بحجم الأرجواي، لكن يبدو أن هناك من يبحث عن النقد لمجرد النقد، وهذا ما لوحظ على كثير من المحللين والنقاد الكتّاب، لدرجة أن أحد الكتّاب يجزم أنّ لوبيز لا يعرف أبجديات التدريب إذا كان من درّب فريق ريال مدريد الأسباني الشهير ومنتخب أسبانيا الأولمبي لا يعرف أبجديات التدريب، كيف عرفت أنت أيها الخبير في الأمور الفنية وأنت لم تعرف الكرة إلا من خلال البلايستيشن، عموماً لوبيز ليس فوق النقد لكن التقييم يتم من خلال مختصين وعلى اطلاع بالعمل الذي يقدمه من خلال التمارين والخطط والأدوار التي تسند للاعبين، وليس على الأهواء الشخصية، كذلك القائمون على اتحاد القدم والمسئولون عن المنتخب، يجب أن يكونوا داعمين لمدرب المنتخب بدلاً من التشكيك في قدراته ووضعه تحت الضغط، مع أنهم هم من يتحمل إخفاقات الكرة السعودية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.