علينا ابتداءً أن نشكر الزعيم، على كل ما قدم، الكل عمل ما عليه ولم يقصر، الإدارة قامت بواجبها كاملاً، ودعمت الفريق مادياً ومعنوياً ونفسياً، وذللت كل الصعاب التي واجهته ليحقق اللقب، واللاعبون أيضاً لم يقصروا وعملوا كل ما يستطيعون وفق إمكاناتهم، والجماهير وقفت مع فريقها، في الداخل والخارج، وشجعته وحفزته، حتى بعد الخسارة في بادرة جميلة ورائعة لم نعهدها سابقاً من الجماهير، وبعضهم افترش الأسفلت ونام بجانب الملعب ليلة النهائي، لكن في نهاية الأمر يجب أن نعرف أن الله كتبها لفريق واحد، ولم يكن الهلال هذا الفريق، ولا يمكن أن تتحدى القدر في النهاية مهما عملت، وكل هذا لا يمنع أن هناك أسباباً (فنية) منعت الفريق من تحقيق اللقب، خصوصاً مباراتي النهائي، ولا بأس من الحديث عنها الآن، ولاسيما أن البطولة انتهت، وهذه الأسباب حقيقة لا تخص لاعبي الهلال وحدهم، بل هي (معضلة) اللاعب السعودي عامة، وقد تحدثت عنها سابقاً في مقال كامل، وهي مشكلات فنية خاصة بتكوين وتنشئة اللاعب، فاللاعبون عندنا يمتلكون المهارة الفردية فقط دون باقي مكونات وأساسات اللعبة، التي تقوم على المهارة ، واللعب دون كرة، والتسديد من بعيد، واستثمار الكرات الثابتة والعرضية، والانتشار السريع، ونقل الكرة بسرعة أثناء الهجمات المرتدة، وباقي الحلول الفردية الأخرى، وعدم امتلاك لاعبينا لهذه المقومات هي من تجعلهم، يقفون حائرين أمام الفرق الدفاعية والتي تعتمد على التكتل في ملعبها، ويعجزون عن التسجيل في مرماها مهما كان ضعف تلك الفرق!! وهذا ما حدث في مباراتي النهائي أمام ويسترن، وهذا ما حدث أيضاً للاتحاد أمام هجر في الدوري، وهذا ما يحدث مع منتخباتنا وأنديتنا، في كل مباراة تكون بهذا الشكل، وهذا الشيء صادق عليه اللاعبون أنفسهم، فهل سمعتم - حسن معاذ - وهو يقول على هامش لقاء منتخبنا أمام أستراليا (لم نتعود على اللعب بسرعة) وأسامة هوساوي الذي قال بالحرف (نحن نفتقد للكثير من المقومات الفنية ولا تنتظروا منا أكثر من هذا وازرعوه في النشء القادم) إذا علينا أن نعترف أن لاعبينا يفتقدون للكثير من أساسيات اللعبة، وأننا نعمل دائماً على السطح، وأنه يجب علينا العمل على تأسيس لاعبينا بشكل صحيح، وأن نغرس فيهم هذه المهارات والمقومات ونبنيهم البناء السليم منذ الصغر، لكي نجعلهم مؤهلين للتعامل مع كل الظروف الفنية، فالجميع يعمل ويجتهد ويطور ويبني في كل مكان، ونحمازلنا نعمل على (الترميم) حتى اليوم، ونسعى إلى تحقيق المكاسب الوقتية فقط!! لذلك هم يتقدمون ونحن نتأخر، ولذلك توقفت كرتنا عن تحقيق الإنجازات على مستوى المنتخبات والأندية، وزهدت بها لصالح منتخبات وأندية أقل منها تاريخاً وألقاباً، وأحدث منها تأسيساً، وسيبقى الحال على ما هو عليه ما بقينا نعمل على السطح، قد يكون (نيشيمورا) حرم الهلال من التسجيل حقاً، لكن الأكيد أن لاعبينا كانوا يتفرجون على (كوفيتش) على مدى 180 دقيقة.