** هذا الحلم يشبه «أحلام شهر زاد» للدكتور طه حسين! وأذكر أن الأستاذ العميد في ليلة تكريمه ورفاقه أعضاء اللجنة الثقافية ومن إليهم؛ هذا التكريم كان في مؤسسة الطباعة والصحافة والنشر في جدة، وهذه المؤسسة التي أنشأها السيد «أحمد عبيد» الكاتب رحمه الله،
يوم أنشأ «مجلة الرياض» مع بداية عهد الملك سعود بن عبدالعزيز رطب الله ثراه.
** كان الدكتور العميد خلال الأيام التسعة التي قضاها في بلادنا من مطلع عام»1955»! وتحدث في تلك الليلة لفيف من المثقفين يثنون على معالي الدكتور طه ومؤلفاته وبروزه الأدبي؟ ومما ذكر أحدهم كتاب الأستاذ العميد»أحلام شهرزاد»!
** وحين بدأ الدكتور طه حديثه شاكراً الاحتفال به ورفاقه قال:» منذ أن وطأت قدماي هذا البلد العزيز الكريم أسمعكم تتحدثون عن رجل أوشك أن أقطع فيما بيني وبين نفسي أنني لا أعرفه، ردوا أنفسكم إلى شيء من القصد! وقال: فلسنا ضيفاً عليكم؛ وإن أردتم إلا أن نعيدها جذعة وأن نخاصمكم على هذه الأرض فثقوا بأننا مستعدون».
** وأعود إلى الحلم عن»القاطرة» في بلادنا فأجد أنني بدأت بالمطالبة بشبكة من القطارات في هذا البلد العزيز الكريم منذ أن بدأت وصاحبي إنشاء»صحيفة الأضواء» قبل ثمان وخمسين سنة»! وطفقت أكتب وأتحدث عن»القطار السريع» منذ تلك العقود الستة التي مضت! وظل الحلم يتجدد قبل وبعد إنشاء السكة الحديدية بين الرياض والمنطقة الشرقية في حياة الملك عبدالعزيز رطب الله ثراه..
** والعالمون بفوائد القطار في العالم الغربي والشرقي يدركون بوعي مزايا وفوائد القطار وتوفير المال غير المحدود، ونحن نعلم أن المال الذي يبذر استيراد السيارات بلا حساب! وحقاً إننا نضيّع مالاً لا حدود له، ونحن نعلم أن الدول في شرق وغرب هذه القارة التي تنتج السيارات لم تغفل عن إنشاء القطارات التي تنقل الملايين بأمان وتكاليف أوفر كثيراً مما ينفق في استعمال السيارات وأوضارها وضحاياها التي لا حدود لها! وقرأت في إحدى صحفنا أن المملكة» ثاني دولة في ضحايا السيارات التي توشك أن تبلغ الملايين في بلادنا، ومع ذلك فما زال سوق السيارات وسيطرتها في بلادنا لا حدود له!
** أكبر الظن أن»القاطرة» اليوم في العالم تأتي في أولويات وسائل النقل سرعة وأماناً وانتظاماً؛ وأن الغرب والشرق منذ عقود شرع في الاعتماد بالدرجة الأولى على القطار في سبل النقل الأولى! ونحن حقيقون أن نكون منذ عقود قد شرعنا على هذه الوسيلة التي أصبحت منتشرة وفاعلة في حياة الأمم!
** ولعلي أقول إنه آن الأوان في الشروع للاعتماد على هذه الوسيلة المتميزة الفاعلة، لنصبح متقدمين في وسائل النقل في قارتنا المملكة العربية السعودية! ولعلي أقول إن هذا المشروع الذي يعوّل عليه في النقل بين مدننا من العاصمة الرياض إلى جدة، ومن المنطقة الشرقية إلى البحر الأحمر، وخط طويل فاعل على شاطئ البحر الأحمر من «ضباء» إلى جازان، وتتفرع منه خطوط إلى «أبها» و«الباحة»والعرضيتين»- وكذلك بين حائل والرياض والمناطق الأخرى مثل بريدة وعنيزة وما حولهما، وما يتفرع عن المدن بعامة! أريد تعميم دخول القاطرة إلى كل مناطق بلادنا؛ وهو مشروع ضخم؛ ولا أزعم أن تكاليفه تحول دون تنفيذه، لأنه مشروع حيوي الحاجة إليه ماسة ويغنينا عن النقل البري بالوسيلة الوحيدة لدينا السيارات بأنواعها لأن الطيران لا يغني عن القاطرة!
** وما دمنا نملك المال بفضل من الله، وأن بلادنا غالية، وأن الشعوب الحية المستعمرة لأرض غيرها الغنية مثل «بريطانيا» استغلت استعمارها للهند فأسست في كيانها القطار في» الاندر جراوند» وعبر مدنها وكذلك فرنسا والدول المستعمرة الأخرى استعمرت وأراحت واستغنت!
** ونحن حقيقون اليوم أن ننشئ في قارتنا»شبكة متقدمة» تغنينا عن السيارات وأوضارها وضحاياها التي لا تحصى وتوفر علينا أموالاً طائلة إذا اعتمدنا على القطار في نقل الركاب والسلع الكثيرة التي تنقل بين مدن بلادنا وقراها! ونحن ندرك أن «القطار» أحسن وسيلة نقل وأحسن بديل لكل وسائل النقل في عصر الارتقاء والتطور!
** وإذا عزمنا، فأرجو أن يتحقق هذا المطلب وهذا الهدف السوي الهادف، غير أن الذي أرجوه ويرجوه كل مواطن غيور على وطنه، ألا يتقيد هذا المشروع الضخم»بالروتين و«المركزية» ومن يتولى تنفيذه من الدول التي لا يعوّل عليها، وأن تنفذه دول متقدمة، وتحدد له آجالاً محددة بإذن الله.
** آمل.. المواطن يتمنى لبلاده الرقي الفعال في كل سبل مشروعاته ويتولى تنفيذه أغيار، وينجز في وقت محدد غير متعثر، لا يختل ويقيد»بروتين»نؤوم، فذلك ليس شأن ولا هدف الطامحين!
** لقد قرأت في صحيفة «عكاظ بالعدد الصادر بتاريخ 28/12/1435هـ حديث وزير النقل قوله عن قطار الحرمين الشريفين: التشغيل التجريبي قريباً» وذلك في مطلع العنوان:10% وتنطلق صافرة قطار الحرمين». وهذه بشرى تفرحنا آملين أن تمتد مشروعات»القاطرة» متواصلة حتى تعم بلادنا التي نرجو أن تكون بالعزم أرقى بلاد العالم!
** والذي نرجوه أن مشروعات هذا الوطن العزيز الكريم تنجز في أوقات محددة لينعم الشعب بحياة كريمة ! والذي لفت نظري قول وزير النقل إن الباقي من تمام قطار الحرمين»10%! وكنت أود وهذا ما ينبغي أن يكون تحديد وقت الانجاز بزمن محدد، وهذا المطلوب الذي ينبغي أن يكون وأن يعلن، وأقول: متى يكون عندنا هذا الالتزام كما هي حال العالم الذي وصل إلى التحكم في بدء وانتهاء مشروعات لا سيما الكبيرة، فمتى سنكون كذلك!؟ والحق سبحانه قال في كتابه العزيز» وقل اعملوا»، والله المستعان..