** من منطلق الحفاظ على لغتنا ولحرص الأمم المتقدمة بالغيرة على لغاتها كان هذا الحديث المتتالي عن التعليم كرسالة وليس وظيفة، ذلك أن «الرسالة» لا تهبط إلى «وظيفة»! وحال الوظيفة لا يسر، لأن شطراً منها خمول وتقصير وأخذ مرتبات لا يوازيها أداء الأمانة التي: أبت السموات والأرض والجبال حملها!.. وما قدرات الإنسان الضعيف في حمل هذه الأمانة؟.. ولو قدَّر إنسانٌ أعباءها الثقال لخاف وارتعب من تبعات مسؤوليات ثقال؛ أسأل الله السلامة!.. وثم قول مرعب قرأته لمؤلف له مجلدات فيها الكثير من الطرح ليعي من يقرأه!.. يقول مؤلف حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، الإمام الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الشافعي في أحد أجزاء مؤلفه:
«الناس نيام فإذا ماتوا استيقظوا»!.
** وأعود إلى لغتنا والحفاظ عليها، فأرى أن يكون شطراً من الحفاظ عليها أن الموظف في كل وظائف الدولة يتقن لغته، والمعلمون في التعليم العام والجامعي في كلية الآداب وبخاصة في حصص اللغة العربية التحدث بالفصحى، وهذا الرأي واجب الاحترام أن نغار على لغتنا الجميلة!.. إنه حق لا محيد عنه، ونحن خليقون أن نغار على لغتنا كما يغار الآخرون على لغاتهم!.
** إن مرد هذا الهدف «التعليم» لأنه المنطلق الحق والمسؤولون الغُيَّر يشغلهم هذا الواجب!.. وذلك من البداية بشرط أن يكون معلم «العربية» عاشقاً للغته وقادراً أن يحبب الطلبة فيها، وأن يحسن الأداء والتلقين، ولا ضير أن نعود إلى «النحو الواضح»؛ إنه نصوص حية جميلة؟.. والمدرس المتميز قادر - إن شاء الله - على بثّ هذه اللغة الماتعة!.. وليس مهنة التعليم شهادة يحملها خريج بيده شهادة يسعى بها إلى هدف الوظيفة والمرتب، ويتناسى أن هذه الوظيفة رسالة وأمانة التفريط فيها مغرم!.. أعان الله الأمير خالد الفيصل على هذه الأمانة ثقيلة الأعباء التي تتطلب جهد الطامحين في تهيئة مناخ الرقي بالتعليم الأساس لأنه المنطق السوي يتولاه الطامحون المخلصون المضحون براحتهم وأوقاتهم لأداء رسالة سامية!.