يدفع أبناء ورجال ونساء عشيرة البونمر العراقية في محافظة الأنبار السُّنية الثمن من رجالهم وحتى نسائهم وأطفالهم الذين قتلهم تنظيم داعش الإرهابي؛ لأن هذه القبيلة السُّنية كانت أول من رفع السلاح دفاعاً عن الوطن وعن العراق. والإبادة التي تتعرض لها هذه القبيلة التي تقطن في محافظة الأنبار تتمثل في قتل أبنائها، وحتى نسائها وأطفالها، من قِبل عناصر داعش بأساليب وحشية؛ إذ جزَّ الإرهابيون رؤوس وأعناق الرجال من عشيرة البونمر بالسيوف وسط مشاهد تلفزيونية لإرهاب أبناء العشائر العراقية الأخرى، خاصة أن ما يحصل لأبناء العشيرة من إبادة يتم دون أن تتحرك الحكومة العراقية الاتحادية، التي تُعدُّ المسؤولة الأولى هي وحكومة المالكي الماضية. فهذه العشيرة (عشيرة البونمر) أولى العشائر العراقية السنية التي استجابت لطلب حكومة المالكي، وشارك جميع أبناء القبيلة في المعارك التي خاضها الجيش العراقي والشرطة الاتحادية في مواجهة تنظيم القاعدة، واستطاع هؤلاء بشجاعتهم طرد مقاتلي القاعدة، واستطاعوا حماية سد هيت، والدفاع عن المدينة. وقد حصل شيوخ العشيرة غنائم من أسرة القعود، وكسبوا الحظوة لدى حكومة نوري المالكي، وحصلوا على الأموال والمناصب، وفاز أحدهم بالمقعد النيابي بعد أن دعمته قائمة دولة القانون التي يرأسها نوري المالكي، إلا أن الأموال والمناصب التي حصل عليها شيوخ عشيرة البونمر لم تساعد العشيرة على كسب ثقة نوري المالكي وحكومته السابقة، ولا حتى حكومة حيدر العبادي؛ إذ لم يُلتفت إلى طلبات أبناء العشيرة بتسليحهم وتكوين (فوج) مقاتل منهم لمواجهة عناصر تنظيم داعش، تماشياً مع سياسة الإقصاء التي لا تزال الحكومة العراقية تمارسها ضد العشائر السنية في الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك؛ وهذا ما جعل أبناء عشيرة البونمر عاجزين عن رد الهجوم الانتقامي الذي قامت به عناصر داعش الإجرامية التي لم تغفر لعشيرة البونمر وقوفها مع الحكومة العراقية. ولا فرق لدى داعش بين من يقف ضدها أو ضد تنظيم القاعدة الذي ينحدر منه تنظيم داعش، سواء كانوا يعتنقون المذهب السني أو المذهب الشيعي، أو من الأيزيديين، كُرداً كانوا أو عرباً، بل لاحظ المتابعون لمأساة عشيرة البونمر أن الانتقام من أهل السنة أشد قسوة وتنكيلاً؛ إذ قُتل من هذه العشيرة قرابة أربعمائة شخص بين شاب وامرأة وطفل، بأساليب بشعة، يراد منها إثارة الرعب والخوف في صفوف العشائر السُّية.
فعل تنظيم داعش وإجرامهم البشع بحق أبناء عشيرة البونمر يؤكد أن الداعشيين لا يدافعون عن أهل السنة كما يزعمون؛ فهم أشد خطراً على السُّنة من غيرهم؛ فقد تسببوا في كوارث لأهل السنة في العراق وسوريا معاً.