رغم أن الإرهاب واحد، وأنه يستهدف العباد والبلاد ويسعى الإرهابيون إلى ارتكاب الجرائم التي تستهدف المدنيين الأبرياء، إلا أن مواجهة الإرهاب تشهد تراخياً في مواجهة المليشيات الإرهابية الطائفية التي تعيش فساداً في البلدان التي تستهدفها تلك المليشيات ساحة لعملياتها خدمة لأهداف وأجندات نظام إقليمي يعرفه الجميع، ومع هذا يُغض النظر عن أعماله وتصرفاته التي أوجدت ومهدت لصنع مناخات أدت إلى انتعاش الإرهاب الآخر.
بوضوح وبصراحة مطلقة يستغرب كثير من المتابعين والمحللين عدم مواجهة الإرهاب الذي تقوم به المليشيات الطائفية سواء في سورية أو في العراق، والآن في اليمن، الذي تجاوز كل المحاذير والخطوط الحمراء التي كثيراً ما تنبه القوى الدولية والإقليمية من الاقتراب منها، في اليمن الآن تجاوز تام لهذه الخطوط ومن قبل مليشيات طائفية معروفة، وارتباطها وعلاقتها بالنظام الإيراني الداعم لكثير من الأعمال الإرهابية، ولهذا فإن الجميع يستغرب في الصمت الدولي وبالذات من القوى الدولية التي تقود الحرب على الإرهاب والذي ينحصر الآن ضد إرهاب الجماعات الإرهابية في المكون المذهبي الآخر من المسلمين.
بوضوح أكثر الحوثيون في اليمن المدعومون من قبل نظام ملالي إيران بالسلاح والأموال وحتى المقاتلين بتواجد مدربين وخبراء يواصلون تجاوز كل المحاذير التي أطلقتها الدول الكبرى والدول الإقليمية الداعمة للمبادرة الخليجية، ولكن مع هذا فالدول العشر، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية لم تحرك ساكناً رغم كل ما فعله الحوثيون وحليفهم الجديد علي عبدالله صالح، فالحوثيون الآن وبعد سيطرتهم على المحافظات الشمالية اليمنية يتجهون نحو الجنوب والمحافظات الشرقية ويتوقع المتابعون في ظل التراخي الدولي وتدفق الأموال والأسلحة وبعد شراء ذمم الكثير من قادة الجيش وبالذات الذين يدينون بالولاء للرئيس السابق، فإن سقوط المحافظات الجنوبية والشرقية بيد الحوثيين ليس إلا مسألة وقت رغم المقاومة العنيفة لبعض القبائل وعناصر القاعدة، ولكن يعتقد الكثير من المراقبين أن القبائل الجنوبية أقل قدرة وأكثر عزوفاً من القتال في القبائل الشمالية التي عجزت عن صد الاندفاعية الحوثية التي تدعمها الأموال حيث يعمد الحوثيون إلى شراء ذمم كبار الضباط ومقاتلي العشائر، ولهذا ما جعلهم يرفعوا تهديدهم وتحذيرهم الذي وصل إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وطالبوه بتشكيل الحكومة الجديدة وفق شروطهم أو التنحي، وهذا التهديد يفرض على الدول العشر الضامنة للمبادرة الخليجية، الطلب من مجلس الأمن أن يسارع إلى إصدار العقوبات التي هدد بإيقاعها على من يعرقلون تنفيذ المبادرة الخليجية، دون الخضوع للتوجهات التي تطبق في المنطقة والتي تركز على مواجهة إرهاب المتطرفين من السنة وغض النظر عن إرهاب المتطرفين من المكون الآخر الذي تقوده إيران لتنفيذ أطماعها في المنطقة.