ليس خوفاً من الموت، أليس ذلك مصير كل حي، غير أن المفاجأة أن ابني «وديع» ذهب إلى الحج في هذا العام 1435 فجأة، ذلك أننا برمجنا أن نذهب إلى البحر بأسرنا! وفاجأني الخبر مساء العيد من إحدى بناتي أن وديعاً ذهب إلى الحج لأدائه «هدية من ابن إلى أبيه دون أن نطلب منه ذلك، ففرحت في بدء إشاعة الخبر!
* وعند ذهابي إلى النوم الساعة الثالثة من صباح يوم السبت ثاني أيام العيد، انهالت عليَّ الخواطر المقلقة! هل سيتم حج ابني عني ليمحو به خطاياي قبل الرحيل إلى الدار الآخرة فأفرح بهدية سيدي ومولاي رب العالم وتمحى ذنوبي فأشكر ربي وأثني عليه؟ وتنزاح عني هموم كثيرة فأفرح بفضل ربي وتيسيره ورحماته التي لا حدود لها إنه هو البر الرحيم.. أما إذا حلَّ وقت أداء نسك الابن فإن غفران الذنوب يبقى معلقاً وقد دخلت القبر وأحاط بي منكر ونكير»! وشرعت أدعو ربي أن أرى العائد من الحج وقد أدى ما عزم عليه من هدية لا تقدّر بوزن الأرض ذهبا! وجفت دموعي الطافحة ولساني يلهج بالدعاء إلى خالقه أرحم الراحمين أن يبقيني حياً حتى أرى العائد من الحج مبتهجاً لأنه قام بخير واجب الأبوة ومشاعري تلهج بقول الحق: «رب ارحمهما كما ربياني صغيرا».
* وفتحت عيني وقرينتي حفظها الله تنبهني إلى صلاة الفجر؟ فحمدت ربي وشكرت فضله الذي لا يحصى، إذ أبقاني حياً حتى تكبر فرحتي بأداء الابن الحج عني فلا تسعني الأرض بما رحبت ببر البنوة للأبوة لا سيما في حط الذنوب عن المذنب؟ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم..