يطلق الناس على من يظهر بمظهر الشجاعة والمروءة والكرم والفضيلة والأريحية والوفاء وهو عنها أبعد من أديم الأرض عن السماء لقب (مهايطي) وهو رجل لا تحتاج إلى من يدلك عليه بالإشارة إذ يكفيك أن تدقق النظر في المجالس وأماكن العمل، وأخيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الحالة ربما تكون تعويضاً عما يعاني منه ممارسها من نقص وضآلة أمام نفسه أو لدى من هم على مقربة منه، والمصيبة أن أكثر الناس يترك لمثل هذا الإمساك بزمام الحديث في المجالس لينطلق متحدثاً عن نفسه وبطولاته الوهمية ومغامراته الخارقة ومواقفه النبيلة وشهامته النادرة.
ولو دققنا في بعض قصائد الشعراء العنترية لوجدنا أن أغلبها (هياط) ممجوج مستهجن يفسد فيها الشاعر (المهايط) على نفسه الكثير حيث يرفضه الناس ولا يلتفتون إلى قصائده ويضعونه في قائمة سوداء لا يستطيع الفكاك منها وإن بلغ من الكبر عتياً والمسألة لا تحتاج من القارئ إلى بحث إذ يكفي أن تقارن بين ادّعائه التميز في كل شيء، وهنا لا يملك العاقل إلا الدعاء لمثل هذا بالشفاء والمعافاة.