بعض الشيعة العرب يتبعون إيران بهواهم فوقعوا أيضا بهواهم في منطقة حرجة جعلتهم في حالة تذبذب وتوهان بين ولاءهم الوطني الواجب عليهم وولاءهم المذهبي الطائفي لدولة مدعية بأنها قبلة الشيعة في العالم بأسره. الولاء لأوطانهم التي يعيشون فيها ويأكلون من خيراتها وينعمون بمزاياها مثل الشيعة في لبنان واليمن والبحرين وغيرها، والولاء لإيران ظنا منهم أنها تمثل المرجعية الشيعية العظمى وحامية حمى الحوزات والحسينيات الشيعية وناصرة الدين والمدافعة عن أهل البيت.
حكام طهران الفرس غير صادقين البتة في توجههم الديني. استخدموا المذهب الشيعي لتحقيق طموحاتهم وأهدافهم السياسية التوسعية بالسيطرة على مناطق الشيعة بالعراق ولبنان واليمن، ومحاولة النفاذ إلى الخليج العربي باستقطاب العملاء وتحريكهم لإثارة الشيعة المتعايشين في أوطانهم بين حين وآخر بتنظيم الاحتجاجات والمظاهرات والمسيرات الغوغائية، والتخريب والتدمير من فئات قليلة محسوبة على شيعة الخليج لإيهام الرأي العام بأنهم يعانون من الظلم والقهر وسلب الحقوق.
يستخدمون الشيعة العرب في عمليات قذرة رخيصة كحطب ووقود في سبيل تحقيق أحلامهم وهم من يرون «العرب أنجاس»، ذكر هذا الكلام أحد الشيعة السعوديين وهو من الذين كانوا مخدوعين يوما ما بإيران، وعندما ذهب بنفسه تحت تأثير الطهر الإيراني الزائف وجد سوء المعاملة لكل من ينتمي إلى العرب حتى ولو كان شيعيا فأصيب بالصدمة وكتب مقالا مطولا سآتي عليه في هذه الزاوية يوما ما إن شاء الله.
يقول أحد الإعلاميين السياسيين «أكبر دليل أن إيران تتعامل مع العرب بحقد قومي فارسي وليس مذهبي أنها تستغل الشيعة العرب في حروبها مع العرب بدليل أنها تستخدم شيعة لبنان والعراق واليمن وغيرهم في حروبها في سوريا وغيرها، وهي مستعدة أن تضحي بالشيعة العرب لا الفرس».
حكومة طهران ليست صدرا رحيما على الشيعة العرب كما يتوهم السذج والبسطاء والمغيبين عن الواقع بفعل نفثات شيوخ الشيعة المتطرفين والمحرضين على الإرهاب والداعين للخروج على الحكومات الراعية لمصالحهم وشئونهم والمانحة لكل الحقوق التي تعطى لغيرهم من المواطنين. حكومة طهران الصفوية ذات القومية الفارسية المتجذرة عبر التاريخ تحتقر كل الطوائف الشيعية غير الفارسية وسأسوق بعض الأدلة المستلة من الدساتير والوثائق الإيرانية ذاتها وهي أدلة تدين إيران وتكشف أكذوبتها الكبرى بزعمها حماية الشيعة العرب والعطف عليهم والخوف على ضياع حقوقهم فالدستور الإيراني يمنع زواج الشيعي العربي من الشيعية الفارسية لانعدام التكافؤ بنص القانون. إيران والتي يغلب على تركيبتها السكانية الطابع الفارسي حيث يمثل الفرس 51% من السكان وأقليات عربية وأذربية وتركمانية وجيلا كية وبلوشية عمدت إلى تغيير كل ماله صلة بالعربية بتغيير مسمى إقليم الأهواز إلى خوزستان والخليج العربي إلى الخليج الفارسي، وتحويل لغة التعليم للفارسية، ومنع الأقليات من التمتع بحرياتهم الدينية والاجتماعية والتضييق عليهم.
ليس أمام الشيعة العرب من سبيل قويم سوى الولاء لوطنهم وترك اللهاث خلف بريق الوعود الإيرانية الزائفة ففاقد الشيء لا يعطيه إذ أن إيران نفسها تعج بالمشاكل الداخلية التي تتفاقم يوما بعد آخر ولعلهم يعتبرون مما جرى لغيرهم. لن تجد صدرا حانيا أينما اتجهت مثل وطنك الذي تأكل من خيراته وتنعم بعطاءاته وإن كان هناك نقص وهو أمر وارد فليس عليك وحدك أخي في الوطنية وإنما على الجميع. اللهم أهدنا جميعا إلى سواء السبيل.