31-10-2014

الثقافة والإعلام... ؟!

ليس في العالم.. ما عدا الدول الخليجيَّة وزارة تحمل اسم «وزارة ثقافة وإعلام». تحت مسمى وزارة واحد تقوم بمهام أعمال جسام. حتَّى وإن كانت تُؤدِّي مهامًا ثقافية مرئية ومسموعة ومقروءة. إلا أن هذا التداخل يشكل خلطًا بين ثقافة مقروءة وثقافة مرئية لا تُؤدِّي الرسالة الإعلاميَّة المبتغاة لدى المشاهد أو القارئ.. فكون الصحافة هي من يقيم الأعمال المهنية المرئية وينتقد وجوه القصور بها، فلا يمكن أن يجتمع شيئان متشابهان ما لم يكن بينها تنافر في مضمار العمل الإعلامي.. وإذا نظرنا ببساطة لمخرجات كليات الإعلام نرى أنها حدّدت الأطر للعمل في حقل الإعلام. لكل عمل مرئي ومقروء على حده. هناك تخصصات مهنية.. فالمذيع لا يمكن أن يمارس العمل الصحافي وكذلك العكس بالنسبة للصحافي. فالتخصص هو المعيار المحدد لنجاح العمل الإعلامي. نحن لا نعيب على إعلامنا لكن ازدواجية المعايير والمهام في العمل الإعلامي، تخلق مركزية في اتِّخاذ قرارات تنعكس سلبًا على الأداء المهني بشكل ملاحظ لدى العاملين بالوزارة الواحدة، والمجتمع الذي ما زال يوجِّه نقده للقصور في معرفة المفاهيم الإعلاميَّة التي تتأرجح تحت مظلة وزارة واحدة اختزلت العمل الإعلامي برمته في وزارة واحدة..!!

نحن هنا لا نتجنى على وزارة الثقافة والإعلام.. لكنها الكلمة التي يجب أن تقال للتطلَّع نحو عمل إعلامي أفضل مما نحن عليه. فإنّ العمل الإعلامي الكبير والشاق مرهق ومشتت لجهود ومضيعة للوقت في أيّ نتاج يتطلب مناخًا إعلاميًا يتوافق مع متطلبات العصر مجاراة لدول العالم الأخرى.. التي لا يوجد بها مسمى- وزارة ثقافة وإعلام- في آن، ونرى أن لديهم من نشاطات ثقافية وإعلاميَّة على مدار العام وهو ما أثبت نجاحهم.. لأن وزارة الثقافة تعمل بشكل مستقل، مثلما وزارة إعلاميَّة تعمل بشكل مستقل، علمًا أن كلاهما مصدر ثقافة تسعى لاستنارة شعوبها، لكن كلا يعمل على حده وبتنوع في المعطيات الإيجابيَّة التي كفلت العمل الإعلامي الناجح.

لذلك نرى من المستحسن فصل وزارة الثقافة والإعلام.. تماهيًا مع ثقافة وإعلام دول أخرى. ونحن ليس بأقل شأنًا منهم من حيث الكفاءات والخبرة والتخصصات. ولا ينقصنا المال الكافل بالإنفاق على ميزانيتي وزارتين بتخصص إعلام خادم للوطن والمجتمع.

أعتقد أن النتائج ستكون مبهرة.. هذا إذا أردنا أن نرتقي بثقافتنا وإعلامنا لمصاف الدول التي سبقتنا بهذا المضمار الثقافي والإعلامي. فالمثل يقول: إذا أردت أن ترى نهضة أمة فأنظر لثقافتها.. وهذا هو المأمول في المطلب المعقول.

bushait.m.h.l@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب