أن تكون مسؤولاً وتود من الناس احترامك من واقع ما تقدمه من عمل وإنجاز مثمر لوطنك ومجتمعك، بعيداً عن البيروقراطية, عليك الإصغاء للناس وقضاء متطلباتهم ومطالبهم, فإذا فعلت فأنت تستحق احترامهم، فهم ينظرون إليك من منظار تحليلي, فاشرع باب قلبك قبل باب مكتبك لمجتمعك, دون زيف قول ووعود كاذبة, وبهذا الحال تكون صُنت الأمانة وأديت الرسالة, التي كلفك بها ولاة الأمر.. وهو (أن تترك بابك مفتوحاً للمواطن) لسماع ما يقول.. والسعي لأفضل الحلول لحلحلة مشاكله.. فثق أنه سينظر إليك بعين الرضا والذكر لمحاسن عملك, ويعود لك الفضل والعرفان بأنك لم تُرحّل مشاكل عملك لمن يأتي بعدك.. وإن لم يكن ذلك فستكون في طي النسيان كسحابة صيف ضنّت بمطرها وغاب أثرها.
أن تكون قاضياً متواضعاً بشوشاً رحب الصدر, تتلمس الرأفة لحكم غير قاس.. فأنت حكيم وساهمت في ردم هوة جنح صغيرة, وإن أنزلت أشد عقوبة بمن يلحق أضراراً بالمجتمع والكل سواسية فأنت شجاع وعظيم، وأن تدعو لصلح فأنت رحيم, فيا بخت من جمع هذه الثلاثية النزيهة.. الحكمة والمرحمة والعظمة, فذلك من حسن حظه وطيب قلبه ورفعة منزلته, فلا يخشى لومة لائم, أو دعوة ظالم، فهنيئاً له وأعانه الله على تأدية الأمانة, بعزيمة صبر وقوة شكيمة..كحارس من حراس الفضيلة.
أن تكون طبيباً مهنياً ملماً بعلمك وخبرتك, وتعاملت مع مريضك بنزاهة وأمانة دون ابتزازه مادياً لصالح مستشفاك أو عيادتك الخاصة, فقد نلت شهرة ومالاً حلالاً.. وإن صُنت أمانة المهنة قبل الإمساك بمشرط الجراحة، فلن تكون هناك أخطاء طبية فادحة تعرضك للمساءلة، فأنت أمين مهنة ومحظوظ، فالشاطر من اتّعظ بغيره، فبهذه الحالة تستحق الشكر والثناء.
أن تكون تاجراً وتُغالي بقوت الشعب باستغلال المواسم بجشاعة شرهة, دون حياء أو وازع ديني, ومخافة الله, فثق أن دعوات الخلق وقد مسهم الضر منك, مستجابة, فدوام الحال من المحال, اللهم أحسن عملنا في دنيانا وآخرتنا..
أن تكون داعية بعقل مستنير, وتُحدّث الناس بما يليق وتترك ما لا يليق بعيداً عن الزعيق, فقد اكتسبت جمهوراً لحسن الإصغاء إليك والاستفادة منك, فلا تذم إنساناً وتقدح في آخر, فتكسب سيئات بدلاً مما تكسب حسنات, فلا يبدر منك ما تظهره غير ما تبطنه! ككلمة حق أُريد بها باطل.. فإن فعلت ذلك, سيمقتك الناس وقد كشفت نواياك.. فما أتيت عليه, ما هو إلا تحريض يلزمه ترويض, حتى لا تكون فتنة أوقدت أوارها بين المجتمع.
أن تكون موظفاً مخلصاً بعملك، فهنيئاً لحسن أدائك فنلت حسن الصواب والثواب, وإن كنت موظفاً مختلساً, فمصيرك المساءلة والعقاب والنبذ بين أفراد المجتمع, فالنزاهة تاج الأمانة لمن كان عمله صغيراً أم كبيراً، وهنيئاً لمن نال رضاء ربه ومجتمعه.
أن تكون كاتباً نزيهاً وتتحلى بوطنية فيما تتناوله من قضايا اجتماعية وتأتي بأفكار بناءة تسهم في حل مشاكل اجتماعية في مخاطبة ذوي الشأن، فأضحيت الكاتب الذي يحرص قراؤك على متابعتك، لأن ما تكتبه لهم وعنهم, وإذا حدت أن جانبت الصواب فيما تكتبه, بمعنى أن تكتب الشيء غير المستساغ والمصدق به لأجل تحبير زاويتك بشيء مستهلك، فأنت ممل وما تتناوله هو قصر نظر, كتحصيل حاصل, فالقراء سينفضّون عنك فأضحيت بذلك, الشخص الذي لا يُطاق ولا يُصدق حينما تكون الكتابة من محض الخيال وليس لحل أي إشكال يهم المجتمع بالدرجة الأولى, فالأحرى بك التنحي والانزواء وترك الكتابة لذوي الشأن في أمر المقالة التي تهتم بتلمُّس هموم المواطنين المعيشية.