الشعر الحقيقي هو الذى يمد الإنسان بدفعة الحياة المستمرة وجذوة الروح المشتعلة. لا أظن أن إنسانًا يؤمن بالشعر إيمانًا حقيقيًا واعيًا ناضجًا يمكنه أن يتنكب عن خطى النجاح والتفوق فى مختلف مجالات الحياة؛ ذلك الإنسان السليم الذى تتكامل فيه الملكات الإنسانية من وجدان حي، وعقل نشط، وإرادة وثابة سيكون حتمًا على قدر رفيع من التميز.
دراسة النقد الأدبي للشعر الشعبي جديدة في بابها وموضوعاتها وتحتاج الى معرفة تامة بالصيغ والدلالات واللهجات والعبارات والبحور الشعرية والعوامل المؤثرة في النص الشعبي، ولاشك أن تنوع الذوائق التأثيرية من نقد موضوعي الى قواعد تعلم وتعقب وتاريخي ولغوي لهي جديرة في هذا المنحى المهم، ولذلك فإن هذا النهج موجود إما بشكل شفاهي اجتماعي او متداول عن الرواية او مسطور لم ير النور، فالشعر حكمة وقول وإحساس.. يظهر صداه على الكون والناس منذ القدم.
إن انصراف بعض الشعراء إلى النقد جنباً إلى جنب الابداع امر غير مستغرب، فمنذ جدنا القديم النابغة الذبياني الذي كان ينصب خيمته الحمراء في سوق عكاظ ويحكمه الشعراء فيما بينهم حتى الكاتب العملاق عباس العقاد، والمجتمعات الادبية العربية تضم شعراء نقاداً في نفس الوقت، وربما نفتقد المنهجية الاكاديمية في دراسات هؤلاء الشعراء، لكنهم يتميزون عن النقاد الأكاديميين بنضارة الاسلوب والحيوية، وبعضهم له نظرات ثاقبة تحكم ذائقته الفنية.