تفاعلاً مع ما كتبه الأخ المهندس عبد العزيز السحيباني لوجهات نظر بتاريخ 19-12-1435 هـ بعنوان : لماذا تستنزف مياه القصيم لسقيا الدرع العربي في إشارة إلى قيام وزارة المياه بسقيا مدن وقرى القصيم الواقعة ضمن منطقة الدرع العربي من عدد من الآبار الجوفية الواقعة على حافة الدرع العربي شرق الرس وجنوب البدائع وهي إستراتيجية، يرى الأخ الكاتب أنها غير محسوبة العواقب: إذ كيف يتم سقيا هذا العدد من المدن والقرى من مصدر مياه غير متجددة وربما قابلة للنضوب التدريجي، وهو لذلك يطالب الوزارة بجلب مياه التحلية إلى هذا الجزء الواسع من منطقة القصيم من محطة على الساحل الشرقي وأخرى على الساحل الغربي.. إلخ.
وبداية نشكر الأخ الكاتب على اهتمامه المتواصل بهذا الاحتياج الهام من احتياجات سكان المدن والقرى في غرب القصيم المحرومين من المياه الجوفية المتوافرة في شرق المنطقة والآخذة هي الأخرى في النضوب التدريجي الذي يجعل الاعتماد عليها في السقيا غير مأمون العواقب، كما ونضم صوتنا إلى صوت الأخ الكاتب وأصوات المسئولين في قطاع المياه في المنطقة مناشدين المسئولين في وزارة المياه إعادة النظر في موقفهم المتشدد من جلب مياه التحلية إلى منطقة القصيم بحجة ارتفاع التكاليف وتوفر المياه الجوفية، وهي حجة مردود عليها بأن المسئولين أنفسهم يدركون قبل غيرهم أن المياه الجوفية تنقص ولا تزيد وكل شيء بهذه الصفة هو معرض للنفاد آجلاً أو عاجلاً، أما التكاليف فالمملكة بحمد الله تعيش في طفرة مالية كبيرة وربما تكون هذه الفترة هي من أنسب الفترات لتنفيذ مثل هذه المشاريع الحيوية والحاجة إليها أكثر من ماسة، ولا نخالهم إن شاء الله إلا فاعلين أسوة بما ينفذونه من مشروعات مماثلة على مستوى المناطق.
ويكفي غرب القصيم محطة تحلية واحدة على ساحل البحر الأحمر أو زيادة الطاقة الإنتاجية لإحدى المحطات الحالية على أن يبقى مشروع السقيا من المياه الجوفية احتياطياً لأي طارئ.
وإلى أن يصار إلى تنفيذ مشروع السقيا من مياه التحلية لا بد من الإشارة إلى عدة ملاحظات موصولة بمشروع السقيا الحالي المعتمد على المياه الجوفية والملاحظات هي:
1 - لا يخفي إخواننا سكان المدن في شرق المنطقة تذمرهم من مشروعات السقيا المخصصة لإخوانهم في مدن وقرى غرب المنطقة بدعوى أن ذلك يؤثر على منسوب المياه الجوفية ويلحق بالتالي الضرر بمشروعاتهم الزراعية الواسعة النطاق، بل وجد من يعارضون حفر آبار إضافية لزيادة الطاقة الإنتاجية لمحطة مياه الرس والبدائع بدعوى أن ذلك يضر بمصلحة أشجار الغضا وهي دعوى مردود عليها بأن الغضى وغيره من الأشجار الصحراوية تعتمد على مياه الأمطار والمياه السطحية القريبة من سطح الأرض، ولا أحد يصدق أن جذور أشجار الغضى تمتد إلى منسوب المياه الجوفية الموجود في باطن الأرض على بعد مئات الأمتار.
2 - ما يستهلكه سكان المدن والقرى في غرب القصيم من المياه الجوفية في عام كامل يستهلكه سكان إحدى المدن الرئيسية في شرق القصيم في يوم واحد بحكم الكثافة السكانية وكثرة الآبار الإرتوازية الموجودة على مستوى المزارع والاستراحات والمنازل الكبيرة فضلاً عن المرافق العامة والخاصة 3- ما يستهلكه سكان القصيم في شرقه وغربه في السقيا ولأغراض المنزلية تقدره الجهات المختصة بحوالي20% من المياه الجوفية المستنزفة، أما الثمانون بالمئة ففي المشروعات الزراعية وفي مقدمتها الأعلاف وملايين النخيل التي تتمركز في منطقة المياه الجوفية شرق القصيم.
الشاهد أن سقيا الدرع العربي ليست هي التي تستنزف مياه القصيم الجوفية، وأن ذلك مجرد تهمة مضادة للواقع.
شاكرين ومقدرين ما ننعم به من أمن وأمان ورفاهية تحت ظل القيادة الرشيدة التي تنفق بسخاء على احتياجات المواطنين وما قد يوجد من بعض التقصير فمن بعض المسئولين التنفيذيين هداهم الله.