لم أجد أكثر من الخوف معيقاً للإنسان في تحقيق أهدافه أو العيش بهدوء والاستمتاع بحياته..
نحن لا نفكر كثيراً، ولا نركز في تفاصيل المواقف التي نمر فيها، مشغولون بالآخرين.. بتحليل مواقفهم والحكم عليهم، وربما على نواياهم.
أما أنفسنا فهي آخر ما نفكر فيه بعمق أو نمنحها الوقت!!
كثيراً ما أسال كل من يشكي معي غاضباً أو محبطاً من أي موقف في حياته «أنت ماذا تريد؟»
والمفاجأة أنه لا يعلم!!..
وإذا عرف ماذا يريد فهو متردد أن يفعله بسبب الخوف من النتائج!!..
مشكلتنا مع الخوف أنه زرع في وجداننا منذ الطفولة إذ إن التربية التقليدية كانت تستعمل الترهيب فضلاً عن الترغيب في تنشئة الأطفال، ثم أكملت المدارس هذا الدور العقيم.
كبرنا وأصبح الخوف هاجساً انتزع منا الطمأنينة بينما أصل الحياة أن تكون مطمئناً لتعيش وليس خائفاً لتموت، كبرنا وصرنا نفعل الكثير من سلوكياتنا ليس لأننا نريد بل لأننا نخاف..
من غضب الآخرين نخاف من صورتنا أمامهم نخاف حتى أن نفقد الحب!!.
وبعض الأفكار نؤجل تنفيذها لخوفنا من العواقب وهي مجرد أفكار لكن لأنها مشبعة بالخوف فإنها تولد مشاعر سلبية وبالتالي يكون السلوك علمياً سلبياً.
بينما التخلص من الخوف يجعلنا أكثر هدوءاً ويصبح تفكيرنا أكثر اتزاناً.
السؤال الآن كيف نتخلص من مخاوفنا؟..
هناك كثير من التقنيات النفسية للتخلص من مشاعر الخوف معظمها يتعلق بتفتيت الموقف ومواجهة الأفكار
بمعنى ما الذي يخيفك من قرار ما؟..
واجه نفسك..اخبرها، وتخيل أن ما تخاف منه قد حدث، عيش المشاعر بكل ما فيها من غضب أو توتر أو حزن في خيالك..
بعدها ستكتشف أنه ليس نهاية العالم أن حدث ما تخاف منه.
لا شيء في الخارج يخيف إنما الخوف في أعماقنا فإذا استطعنا أن نستبدله بالطمأنينة والسلام فحتماً سينتهي الخوف.
نحتاج كثيراً من الوقت لنعتني بأنفسنا أولا لنعيش في سلام.