ربطت وكالة «موديز» الدولية للتصنيف الائتماني بين رفع تصنيف روسيا وزيادة أسعار النفط، مشيرة إلى أن المناخ الاستثماري تدهور على خلفية تراجع هذه الأسعار في السوق العالمية, في وقت سجّل فيه الروبل الروسي تراجعاً قاسياً أمام الدولار واليورو على خلفية استمرار تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية, وأعلنت إدارة مطار «فنوكوفو» في موسكو أن مديرها العام ونائبه قدما استقالتيهما بسبب الحادث المأساوي الذي وقع في المطار مساء الاثنين الماضي وقتل فيه رئيس مجلس إدارة شركة توتال النفطية الفرنسية كريستوف دي مارجيري.
ولم تستبعد وكالة «موديز» احتمال تشديد العقوبات المفروضة ضد روسيا أو فرض أخرى.
وقال كبير خبراء المجموعة لتقييم المخاطر السيادية تورستين نيستمان في مؤتمر صحفي بموسكو, إن التوقعات السلبية في تصنيف روسيا جاءت بسبب استمرار الوضع غير المستقر في أوكرانيا، مضيفاً أنه لا يمكن استبعاد احتمال زيادة المخاطر، وقد يتم توسيع نطاق العقوبات السارية أو فرض أخرى جديدة، ما سيُشكّل ضغطاً على التصنيف الائتماني لروسيا، داعياً إلى دراسة تأثير العوامل المذكورة في نمو الاقتصاد الروسي على المدى المتوسط.وخفضت «موديز» مؤخراً التصنيف الائتماني لروسيا من «بي أ أ 1» إلى «بي أ أ 2»، وأبقت على توقعاتها السلبية للتصنيف، وعزت الوكالة خطوتها تلك إلى تواضع آفاق نمو الاقتصاد الروسي على المدى المتوسط في ظل استمرار الأزمة في أوكرانيا وفرض عقوبات اقتصادية بحق موسكو وتواصل تراجع اسعار النفط في الأسواق الدولية.
وقد هبطت أسعار النفط في بداية تعاملات الخميس 23 أكتوبر - تشرين الأول على خلفية ارتفاع حجم احتياطيات الخام الأميركية، ثم عادت خلال التعاملات لتصحح مواقعها مقلصة بعض خسائرها الصباحية.
وكانت أسعار النفط عادت للانخفاض الأربعاء بعد نشر إحصاءات عن مخزونات الخام في الولايات المتحدة، التي سجلت زيادة أكبر بكثير من المتوقع، ووفقاً لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة ارتفعت مخزونات النفط التجارية في الأسبوع المنتهي في 17 أكتوبر - تشرين الأول 7.1 مليون برميل، ما يعادل 1.9% إلى 377.7 مليون برميل، في حين كان المحللون يتوقعون زيادة في المخزونات بمقدار 2.69 مليون برميل.
وزادت مخزونات نواتج التقطير بمقدار مليون برميل ما يعادل 0.8% إلى 125.7 مليون برميل، أما مخزونات البنزين فانخفضت بمقدار 1.3 مليون برميل، ما يعادل 0.6% إلى 204.4 مليون برميل.وقال خبراء في سوق النفط إن الأسعار تلقت الخميس دفعة إلى الأسفل على خلفية زيادة المخزونات في الولايات المتحدة، حيث لامست الأسعار مستويات متدنية، مشيرين إلى عدم وجود أي عوامل قد ترفع الأسعار مجدداً على المدى القريب.ونتيجة لتراجع أسعار النفط، تراجعت المؤشرات الروسية الخميس 23 أكتوبر - تشرين الأول، مع استمرار الضغوطات الخارجية على الاقتصاد الروسي، وانتظار المستثمرين نتائج التصنيف الائتماني من وكالة «ستاندارد آند بورز».وتراجع مؤشر «مايسكس» للتعاملات المصرفية للأسهم المقومة بالروبل 0.42% ليصل إلى 1368.04 نقطة.وهبط مؤشر»آر تي إس» للأسهم المقومة بالدولار خلال تداولات الخميس إلى 1036.86 نقطة، مسجلاً خسائر مقدارها 1.01%.كما تراجع سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو خلال تعاملات الخميس 23 أكتوبر - تشرين الأول، نتيجة لتراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية, ورأى خبراء في السوق أن فشل الأطراف الثلاثة (روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي) في التوصل إلى اتفاق بشأن توريدات الغاز خلال لقاء الثلاثاء أثّر سلبياً على العملة الروسية.
وارتفع سعر صرف الدولار أمام الروبل 17 كوبيكا (الروبل = 100 كوبيك) ليصل إلى 41.59 روبل للدولار الواحد وهو تراجع تاريخي لم يبلغه الروبل من قبل، وصعد سعر صرف اليورو مقابل الروبل 11.25 كوبيك إلى 52.5 روبل لليورو الواحد، وفقاً لبيانات بورصة موسكو, هذا على الرغم من قيام المصرف المركزي الروسي ببيع ما يقارب مليار دولار في بداية تعاملات الخميس بهدف دعم العماية الوطنية الروبل جراء الضغوطات الناجمة من هبوط أسعار النفط.
من جهة ثانية, أعلنت إدارة مطار «فنوكوفو» في موسكو أن مديرها العام أندريه دياكوف ونائبه سيرغي سولنتسيف قدما استقالتهما بسبب الحادث المأساوي الذي وقع في المطار مساء الاثنين الماضي.وأشار بيان صادر عن إدارة المطار الخميس 23 أكتوبر - تشرين الأول إلى أن «استقالة مسؤولي «فنوكوفو» قُبلت».وكانت طائرة خاصة برحلات رجال الأعمال قد تحطمت مساء الاثنين 20 أكتوبر - تشرين الأول عند إقلاعها من هذا المطار، ما أسفر عن مصرع أفراد طاقمها الثلاثة ورئيس مجلس إدارة شركة توتال النفطية الفرنسية كريستوف دي مارجيري الذي كان الراكب الوحيد على متنها.وأعلنت لجنة التحقيق الروسية الخميس وضع 4 عاملين في مطار «فنوكوفو» قيد التوقيف الاحترازي في إطار التحقيق في حادث تحطم طائرة رئيس مجلس إدارة مجموعة «توتال».
وأوضحت في بيان لها أن المسؤول عن تنظيف المدرج والمسؤول عن مراقبة الرحلات والمراقبة الجوية «المتدربة» التي كانت تتابع إقلاع الطائرة مع المسؤول عنها أوقفوا رهن التحقيق.وأضاف البيان: «كما يبدو من التحقيق فإن هؤلاء الأشخاص لم يحترموا معايير سلامة الرحلات والعمل على الأرض، ما أدى إلى وقوع الكارثة، وقد أوقفوا للاشتباه بهم».من جهة أخرى قررت إحدى محاكم موسكو الخميس اعتقال سائق جرافة الثلوج فلاديمير مارتيننكو، الذي كان ثملاً عند وقوع الحادث بحسب المحققين، حتى 21 ديسمبر - كانون الأول المقبل.