قال المدير العام المساعد للفاو الممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا الدكتور عبد السلام ولد أحمد إنه رغم الإنجازات التي حققتها بعض الدول العربية فإن عدد من يعانون انعدام الغذاء بالعالم العربي تضاعف من 16 إلى 33 مليون نسمة بين عامي 2004 و2014؛ وذلك بسبب الحروب وعدم الاستقرار والاضطرابات الداخلية بالمنطقة. جاء ذلك في كلمة ألقاها ولد أحمد خلال احتفال وزارة الزراعة المصرية بالتعاون مع منظمة «الفاو» للاحتفال بيوم الأغذية العالمي. وأوضح ولد أحمد أن الدور الذي تلعبه الزراعة الأسرية في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة يدير ما يقرب من 500 مليون مزرعة من أصل 570 مليوناً في العالم، وتوفير أكثر من 80 % من الأغذية. موضحاً أن الزراعة الأسرية في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا توفر سبل المعيشة لمعظم سكان الريف، وتشكل المصدر الأساسي لفرص العمل؛ إذ تمثل المزارع الأسرية نحو 15 % من إجمالي عدد السكان في مصر واليمن، ونحو 10 % في المغرب والجزائر، و4ـ 5 % في لبنان وتونس.
وأضاف بأن مكافحة الجوع في العالم تحرز تقدماً كبيراً خلال السنوات الماضية؛ فقد تراجع عدد من يعانون نقص الغذاء في العالم 100 مليون شخص منذ عام 2004، موضحاً أن هناك 63 دولة تمكنت من خفض نسبة من يعانون الجوع إلى 50 %، إلا أن هذا التقدم الشديد لم يطُل منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا. وتابع: ورغم ما سبق، فإن عدد المزارع الأسرية في منطقتنا يتراجع باطراد؛ وذلك نتيجة زيادة عدد السكان وتجزئة الأراضي بطريقة متصاعدة، كما أن نحو 84 % من أصحاب الأراضي في المنطقة من المزارعين الأسريين لا يملكون إلا 25 % من إجمالي المساحات المزروعة.
وأشار ولد أحمد إلى أن إنتاج الأغذية واستهلاكها شهدا تغيرات عميقة خلال العقود الماضية؛ إذ ازدادت الإنتاجية الزراعية بشكل كبير بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي، وأصبحت نسبة أقل من المزارعين قادرة على توفير الأغذية لسكان المناطق الحضرية الذين يتزايد عددهم باطراد، وأصبحت عولمة أسواق الزراعة والمنتجات الغذائية هي السائدة، مطالباً الحكومات بالابتكار في السياسات الخاصة التي تنفذها دعماً للزراعات الأسرية، كما طالب منظمات المنتجين بالابتكار من خلال الانتقال من نهج يقوده البحث إلى نهج يمكّن المزارعين الأسريين من أن يكونوا المبتكرين، وأن يجنوا مردود ذلك. وأكد أن «الفاو» تحضر لإطلاق مبادرة تحت عنوان «الزراعات الصغيرة من أجل التنمية الشاملة»، مضيفاً بأن الجهود الإقليمية والوطنية ستدعم هذه المبادرة الهادفة لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام بيئياً والشامل اجتماعياً، وسيكون للنساء والشباب دور بارز فيه.