الرئيس والشلة..!!

أسعدني الأخ الكريم محمد المسحل، الأمين العام للجنة الأولمبية السعودية، بتأكيده أن (ورشة عمل) قادمة برئاسة الأمير عبدالله بن مساعد ستناقش بشفافية عالية حصيلة مشاركتنا بدورة الألعاب الآسيوية الأخيرة ردًّا على استفساري عبر (تويتر)..

لدي خبرة جيدة فيما يخص الاتحادات السعودية، على اعتبار قربي من الكثير منها، وكذلك حضوري الكثير من الفعاليات والدورات والبطولات الخارجية التي تشارك بها بعض الاتحادات؛ ولهذا يمكنني تقديم رؤية نقدية أنشد من خلالها المصلحة العامة - بإذنه تعالى - كما هو نهج الكثير من زملائي الإعلاميين، وكذا المتابعون..

لنبدأ باللجنة الأولمبية نفسها..!!

لا أريد تعميق جراح الماضي، لكني متفائل بالمرحلة الجديدة للجنة بقيادة ابن مساعد، لكن الأمانة تقتضي أن نسجل علامات التعجب حول تأخير حصول اللاعبين المشاركين بالدورة الآسيوية الأخيرة على مصروف الجيب، وكذلك ذهاب البعثة دون ميزانية مستلمة، والشح والبخل اللذين كانت عليهما البعثة، وكأنها ليست المملكة العربية السعودية..!!

نعم، كلنا ضد الهدر المادي، لكن مع تحفيز اللاعبين وإرضائهم وتحقيق مطالبهم بدلاً من التسول والسؤال عن حقوقهم كل لحظة..!!

هذا أمر يجب ألا يحصل مرة أخرى أبداً لبلد كالسعودية..!!

لقد أعجبني رئيس الوفد لؤي ناظر حينما أكد أنه استفاد من وجوده الميداني لمعرفة الخلل بالأداء للاتحادات المشاركة..!!

ظللنا ننسف ولسنوات اللاعبين، ونهمشهم، ونحتفي بأعضاء الوفد وضيوفه الإداريين بأرقى الفنادق في كل بطولة، والنتيجة.. محلك سر..!!

الفروسية والكاراتيه وألعاب القوى.. حكاية أخرى خارج مضمار المعادلة الأولمبية!!

هناك اتحادات استمرأت الاستهتار والتضليل، وسوء النواتج العملية تغطيها بإنجازات وأخبار إعلامية مزيفة مستغلة عدم اهتمام العامة باللعبة. وقد كشفت وقائع من هذا النوع ذلك المنزلق الخطر والمرض المفجع الذي وصل حد الكذب..!!

اتحادات أخرى تحولت للشللية والحرب الشخصية بين الأعضاء ورئيس الاتحاد، فأصبح الناتج صفراً مكعباً، بل وصل الأمر لمحاربة الناجحين داخل الاتحاد، وملاحقة حتى عضوياتهم الدولية الرسمية، في إساءة مفجعة للوطن السعودي. وتلك الاتحادات تقتصر قراراتها وخططها على الرئيس وشلته حتى تحولت إلى مكتب سفر وسياحة..!!

كذلك هناك اتحادات ابتُليت برؤساء لا يعرفون ما طبيعة العمل ولا التخطيط، أو لديهم مشاغل عملية أخرى أو تجارية تعيقهم؛ فكان اختيارهم غير صائب رغم أمانتهم ونزاهتهم، فكان الضحية هو الاتحاد أولاً وأخيراً..!!

في المقابل، هناك اتحادات ناجحة جداً..

اتحاد القوى بقيادة الأمير نواف بن محمد.. لا أعتقد أن عاقلاً سوف يتخطى تلك النجاحات التي يحققها الأمير العصامي حتى وإن اختلفت معه أحياناً..!!

اتحاد الكاراتيه بقيادة ابن اللعبة الدكتور إبراهيم القناص اتحاد قادم للمنافسات العالمية بكل قوة.. الأرقام لا تكذب أبداً، والعمل المنظم يفرض نفسه..

اتحاد الفروسية يحظى بدعم كبير، ولديه أبطال رائعون جداً.. هم بوابة المجد السعودي أولمبياً وعالمياً..

ما نريده هو علاج البيئة النتنة داخل بعض الاتحادات الفاشلة، التي أصبحت دكاكين سياحية لأعضائها فقط..!!

حاسبوهم بقوة، ولا تنسوا أن اقتراب أبناء اللعبة وتحفيزهم وإشراكهم في المشهد بوابة حقيقية للعمل الواقعي..

نعم، يريدون ميزانيات ودعماً، لكن في المقابل يجب أن يتم الضرب بيد من حديد على أوكار التضليل والفوضى داخل الاتحادات المهترئة، فالزمن ليس الزمن، والحياة فرص.. إن لم يتم القضاء عليهم اليوم.. فابشروا بمرض يستشري في الكل..!!

قبل الطبع:

مَنْ يعفُ عن الشرير دائماً.. يضر بالصالح أحياناً..!!

(كليوبولس)