أكد محمد العقيل رئيس مجلس إدارة شركة جرير للتسويق السعودية أن الشركة تعتزم استثمار 1.1 مليار ريال خلال السنوات الخمس المقبلة لمضاعفة عدد المعارض في المملكة ودول الخليج للاستفادة من فرص النمو القوي الذي يدعمه زيادة السكان وارتفاع الدخل القابل للإنفاق. وتخطط أكبر شركة مدرجة بقطاع التجزئة في سوق الأسهم السعودية لافتتاح ستة معارض جديدة في المتوسط كل عام كما تستهدف زيادة صافي الدخل 15 في المائة أو أكثر سنوياً، وترى أن زيادة عدد المعارض إلى جانب نمو المعارض القائمة قد يساعد على تحقيق نمو تتجاوز نسبته 20 في المائة العام المقبل.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة جرير في مقابلة ضمن قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط «كقاعدة عامة نرغب في مضاعفة عدد معارضنا كل خمس سنوات، ونعتقد أن السوق بإمكانه أن يدعم ذلك في السعودية والخليج وعلى المدى الطويل في شمال إفريقيا بداية من مصر». وأضاف خلال المقابلة التي أجريت بمقر الشركة بالرياض «من أجل تحقيق ذلك خلال خمس سنوات نتوقع أن نستثمر 1.1 مليار ريال ّسننفق منها ما يزيد على 100 مليون (ريال) خارج السعودية بما في ذلك مصر».
وقال العقيل «لدينا أكثر من 25 معرضا يجري إعدادها. نسعى لزيادة عدد المعارض ونفتتح بين أربعة وثمانية معارض سنوياً بمعدل ستة معارض في المتوسط كل عام، وسيؤدي ذلك لزيادة العدد إلى أكثر من 60 معرضا بنهاية 2018 في السعودية وفي قطر والكويت». وأضاف العقيل: «يحقق افتتاح معارض جديدة سنوياً نموا نسبته 18 في المائة في مساحات البيع وهو ما يترجم إلى نمو نسبته 10 - 15 في المائة في المبيعات وذلك بحسب موقع المعارض، يضاف إلى ذلك المعارض القائمة التي تنمو بين ثمانية وعشرة في المائة... سيساعد كل ذلك على تحقيق نمو بين 15 و20 في المائة ونتوقع أن نحقق العام المقبل على سبيل المثال نموا يتجاوز 20 في المائة». وخلال الأسبوع الماضي قالت جرير إن صافي ربح الربع الثالث من 2014 زاد تسعة في المائة بدعم من نمو المبيعات وزيادة عدد الفروع. وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام ارتفع صافي ربح الشركة 9.4 في المائة إلى 539.6 مليون ريال. وقال العقيل خلال قمة رويترز «بشكل عام هناك متسع لنمو قطاع التجزئة بدعم من النمو السكاني وتحسن مستوى التعليم وارتفاع الدخل القابل للإنفاق إلى جانب النمو الاقتصادي عامة». ومع استفادتها بصورة مباشرة من النمو الاقتصادي القوي والإنفاق الحكومي السخي أبدى المتعاملون في سوق الأسهم السعودية اهتماما كبيرا بسهم جرير الذي قفز 13.8 منذ بداية العام حتى إغلاق الخميس ليتفوق أداؤه على أداء المؤشر الرئيسي الذي ارتفع 11.8 في المائة خلال الفترة ذاتها.
وكان العقيل قال في 2009 إن جرير ستدرس التوسع في شمال إفريقيا بعد 2012 مستهدفة مصر في المقام الأول. لكنه أرجأ هذه الخطط في 2011 بعد اندلاع ثورات الربيع العربي في مصر ودول أخرى بالمنطقة. وفي لقائه مع رويترز قال العقيل إن الشركة بدأت بالفعل في شراء العقارات تمهيدا للتوسع في مصر بيد أنه استبعد افتتاح معارض في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان قبل ثلاث سنوات، وعزا ذلك لكون التوسع في الخليج أسهل كثيرا في الوقت الراهن. وقال العقيل لرويترز: «في مصر لدينا بالفعل معرضان. بدأنا إعداد العقارات. اشترينا موقعين في القاهرة ونأمل في إضافة المزيد. لكن لا نتوقع أن نفتتح معارضنا هناك قبل ثلاث سنوات».
وفي رد على سؤال حول الدول الأخرى التي قد تستهدف الشركة التوسع بها مستقبلا بخلاف مصر، أشار العقيل إلى الدول العربية في شمال إفريقيا مثل المغرب والجزائر وتونس لكنه لم يخض في تفاصيل. وقال العقيل إن افتتاح ستة معارض في المتوسط كل عام يوفر بين 300 و400 وظيفة جديدة سنوياً يخصص معظمها للسعوديين، مشيرا إلى عدم صحة الانطباع السائد عن عدم رغبة السعوديين في العمل إذ أصبح الشباب السعودي أكثر حرصا على التعلم والتنافس، كما لفت إلى أن كل معارض الشركة في الخليج تدار من قبل سعوديين. وفيما يتعلق بإصلاحات سوق العمل قال العقيل إنه يؤيد الزيادة بشكل تدريجي في تكلفة تجديد إقامات العمالة الأجنبية وإصدار تأشيرات عمل لها وذلك بهدف توفير المزيد من الوظائف للمواطنين. وأضاف: «إصلاحات سوق العمل ممتازة وعادلة... أؤيد الزيادة التدريجية لتكلفة العمالة الأجنبية لأنه في نهاية الأمر ذوو المهارات سيظلون في السوق. هذه بديهيات اقتصادية».