احتدم التنافس بين أبرز حزبين سياسيين على الساحة المحلية حركة النهضة وحركة نداء تونس بعد أن كانت النهضة التزمت طوال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية التي لم يعد يفصلها عن يوم الصمت الانتخابي سوى 5 أيام فقط، بالاقتصار على عرض برنامجها المستقبلي للخمس سنوات القادمة، فيما ركز نداء تونس على حربه ضد النهضة في كافة اجتماعاته الشعبية في الجهات الداخلية للبلاد. ويبدو أن النهضة فهمت أنه لا جدوى من تجاهل تصريحات قيادات النداء التي اكتسحت المشهد السياسي وانبرى قياديوها وعلى رأسهم زعيم الحركة الباجي قائد السبسي المترشح للانتخابات الرئاسية يهاجمون القيادات النهضوية ويكيلون لهم التهم بالفشل في إدارة البلاد على خلفية الأداء الهزيل لحكومتي الترويكا الأولى والثانية. وكان السبسي أعلن أن الترويكا هي السبب في التراجع الذي سجلته تونس في عدة قطاعات تنموية واقتصادية قائلاً إن الترويكا التي قادتها النهضة تركت البلاد في حالة رثة على جميع المستويات.
وكانت الأحزاب السياسية ولا تزال تفاخر في استعراض قوتها الجماهيرية من خلال تجميع آلاف الأنصار بشتى الطرق لحضور اجتماعاتها والإيهام بأن كل حزب هو الأقوى والأجدر بالفوز في الانتخابات في مسعى لاستمالة أكبر عدد ممكن من المقترعين لصفها وضمان أصواتهم، من ذلك أن حركة النهضة وكلما عقدت اجتماعاً في الجهات الداخلية، إلا وكان الحضور لافتاً وهي تهدف من وراء ذلك إلى إبراز قدراتها على التعبئة لتفنيد كلّ الاستطلاعات التي تفيد بأنّ شعبيتها اهترأت نتيجة تجربة الحكم. أما نداء تونس فاعتمد على إمكانياته المالية العريضة لنقل أنصاره ورائه في كل الجهات التي ينشط بها، عبر تسخير وسائل نقل جماعية لهم، ليظلوا وراءها يتولون التصفيق لتصريحات زعيم الحركة الباجي قائد السبسي والبروز في شكل الأجدر بقيادة تونس في المرحلة القادمة.