ما فعله الملحن الكبير ناصر الصالح في لحن أغنية (يا ابن الذين) التي كتبها أحمد عبدالحق، وغنتها الفنانة العراقية شذى حسون ضمن ألبومها «ولهانة» الذي طرح مؤخرا، كان يمكن أن يفعله ملحن مغمور في بلاد أقصى الشرق أو حتى في «الهونولولو» ليس لشيء لكنه نسخة طبق الأصل من أغنية (يا أم العروسة)، وربما سكان تلك المناطق لا يعرفون اللحن الأصلي. في الألحان يمكن الاستفادة من (روح) الملحن الأصلي وابتكار لحن آخر لا يمكن للمستمع العادي كشفه، وهذا يعتمد على ذكاء الملحن، لكن أن ينسخه نسخاً مثلما فعل ناصر الصالح فهذا أمر غير مقبول، بل إنها كبيرة في حقه كملحن يعتبره الجميع من ملحني الصفوف الأولى في الوطن العربي. اتصلنا بأكثر من ملحن (شهير) وجميعهم قالوا بأن اللحن للأسف (مسروق لكنهم رفضوا الإفصاح عن أسمائهم منعاً للحرج، حسبما قالوا).. ومنذ طرح الأغنية وحتى اللحظة لم يظهر ناصر الصالح للإعلام (مبرراً) وجهة نظره، تاركاً قضية اللحن (مفتوحة) ولا تكهنات والنقد يتصاعد يوماً بعد يوم. ناصر الصالح ليس ملحناً عادياً، وهو يعرف كيف (يبتكر) لحناً لافتاً، لكنه هذه المرة أراد أن يجلس على كرسي المتهم دون النطق بكلمة واحدة، كما أن المستمع لديه ذاكرة (قوية) ولا يمكن الاعتماد على توقعات بـ (الزهايمر) عند الجماهير ولا التأريخ اللذين لا يرحمان.