من السهل أن يتدثر البعض بثوب الورع والتقى والعفة والطهارة, فيمارس من بشاعة القول مما يعتقد أن باستطاعته أن يوهم الناس أنه مصدر ثقة فيما يقول، ويتمثل هذا الإيهام بأنه أوقع نفسه بمكانة لا تليق به, لأن ما يتفوه به هو زيف وضلالية مؤذية ومؤدية لمآرب كامنة في نفسه. فكانت الأيام كفيلة بفضحه وتعريته في ما يرمي ويرنو إليه، بغير وجهة سليمة ورؤية صادقة ومقنعة للآخرين, حينما خلط بين دينه ودنياه، وقد اتخذ من الدين السمح وسيلة يمارس من خلاله ما ارتضاه لنفسه بعمل شقي.. فكان كالسوس الناخر في مفاصل المجتمع يؤسس للتأليب والتحريض فيما يقوله من لفظ, ناهيك عن جراحة اللفظ. ليصل قوله الضلالي لأتباعه ومؤيديه لحثهم لرفع أصواتهم بالنواح والصراخ كنعيق غربان شؤم للعبث في مناشط الوطن الاجتماعية ووصفها بالتغريبية, حتى أن المرأة كانت ومازالت هي محور هذه الألفاظ النابية بكل عنجهية لتشويه سمعتها, ولم تعد المسألة خافية في مبتغى ما يودون الذهاب إليه, ألا وهو سلب إرادة المجتمع وثنيه عن تقرير مصيره بنفسه، للوصول به لمآرب مرفوضة جملة وتفصيلا, والأمثلة كثيرة!!
لدينا الكثير ممن يتواجد بالساحة من ذوي الرؤية السوداوية في تحليلاتهم وتنظيراتهم للنيل من كل ما هو جميل يصب في صالح الوطن والمجتمع . هذه الأساليب الملتوية لا تمت للحقيقة بصلة, فمن العجب العجاب عندما نسمع ونرى من بعض دعاة التقويل والتأويل اتخاذ بعض المساجد والفضائيات منصات ينطلقون منها ويطلقون هذرا محموما لا صلة له بالدين فيأخذ بأقوالهم ضعفاء النفوس, بأن قول هذا الداعية أو ‘مام الجامع أمر مسلم به لا يخلو من الزلل. لكن أحسنت صنعا وزارة الشؤون الإسلامية في أخذ التدابير اللازمة لردع من يتخذ من المسجد منبرا لتنفيس أدرانه!!
.. ختاماً.. أسأل الله الهداية للجميع. وأن يترك الشأن لجهة الاختصاص وكفانا نصائح في ظاهرها الطيب وباطنها العذاب, كفانا فتاوى أحدثت الكثير من الفتن, بها من الغلو ما شوش على الكثير من العباد, كفانا تحريضا على الدولة والمجتمع المسالم، كفانا شر هذا الداء الذي لم يفد به دواء المناصحة التي فشلت مع الكثير من الذين عادوا لغيهم. فما بعد خيانة الوطن والعبث بحياة المجتمع. غير استئصال هذه الشراذم الخارجة على القانون!!