ظهر علينا في الفترة الأخيرة من يؤكد بأن التصدق والدعاء لا يجوز في كرة قدم! مرجعاً هذا الأمر إلى أنه قد يؤدي إلى السخرية والاستهزاء من تلك العبادات, والأسئلة في هذا الجانب إذا ماسايرناه كثيرة ومتعددة أهمها..
أين هؤلاء عن المجال الرياضي وما يحدث فيه من سنوات..؟! ألم تؤنبهم ضمائرهم إلى الآن...؟! وهل يعلمون ما يحصل في هذا المجال أم أنهم فقط يسمعون...؟! وهل يعلمون مدى التعصب والتشنج الحاصل فيه..؟! ولماذا لم ينتقدوا حال المتعصبين بدلاً من الحديث عن الدعاء والصدقة..؟! ولماذا ركزوا على حديث رئيس نادي الهلال وتركوا البقية...؟! فهنالك أشخاص كانوا يدعون الله بأن لا يتحقق الفوز للهلال وأن ينتصر منافسه...؟! وأهم تلك الأسئلة أين هؤلاء حينما سخر البعض من صلاة الاستخارة..؟!
ومن ثم أليس النصح في الخفاء أفضل..؟! ومن أراد النصح في العلن, هل سينصح بطريقة السخرية التي سار عليها من قال بعدم جواز التصدق والدعاء..؟!
نطرح تلك الأسئلة مجاراة لفهم البعض بأن كرة القدم مجرد لعبة وتسلية لا فائدة منها, ولكن كرة القدم في الوقت الحالي أصبحت أشمل من هذا المفهوم, حيث تتواجد فيها الكثير من الشعائر الإسلامية, مثل السجود والتصدق والدعاء والشكر وعيادة المرضى وإعانة المحتاجين وصرف مكافآت لأسر شهداء الواجب مع كل فوز يحققه الفريق المعني بهذا الأمر, بل إن هنالك عدداً من اللاعبين يصرفون على عدد من الأسر بما تجود به أنفسهم, والبعض الآخر خصص ميزانية تصرف كل شهر للمحتاجين والفقراء.
كل ذلك يأتي من خلال ما يستلمونه من كرة القدم..! فهل بعد هذا الكلام يأتي من يقول بعدم جواز الدعاء والتصدق لأنها فقط معرضة للاستهزاء الذي لن يفعله إلا من في قلبه مرض...!
إن كرة القدم لمن لا يفهمها ولا تهمه ولا يتابعها من قريب, لم تعد مجرد لعبة فقط, بل الأمر تجاوز لما هو أبعد من ذلك ليصل لدعاء اللاعبين غير المسلمين للإسلام, وتوزيع الكتب الدينية من خلال الأندية واللاعبين, وقد أسلم الكثير من اللاعبين والمدربين بعد أن عرفوا سماحة الإسلام.
هذا من جانب, أما الجانب الأهم, فإن الحديث عن عدم جواز الدعاء والتصدق في كرة القدم جعل البعض يسخر من تلك الشعائر الدينية, وأصبحت معرضة للسخرية أكثر من ذي قبل, فهل علم من قال بعدم جواز الدعاء والتصدق هذا الأمر, وهل أدرك بأن حديثه في هذا الجانب زاد من حدة التعصب...؟!
بقي أن نؤكد, بأن هنالك أندية صرفت ملايين الريالات على أعمال الخير, لا تطلب إلا الأجر من رب العالمين ومضاعفة الحسنات لمنسوبيها, ومن ثم التوفيق من خلال تحقيق الفوز والمنجزات التي بتحقيقها ترتفع راية التوحيد خفاقة خاصة على مستوى البطولات الخارجية.