موعد مع الألم

انتظرتْ بزوغ الفجر متحدية كل ما سيمنعها لمقابلته شخصيا. أحسّتْ بسعادة تعانق روحها، فهي اليوم ستكون قريبة منه لا تفصل بينهم المسافات، ولا توجد بينهم تلك الحواجز.

لم تصدق عينيها حينما رأته بتلك الطلة البهية التي تخلب الألباب، أخذت نفسا عميقا ودخلت مثقلة الخطى واثقة.. بالرغم من إحساسها ببراكين متفجرة داخلها، نبضات قلبها تتسارع صوتها المتعب من السهر يرتجف.. استغلت وجود طرف ثالث لكي تأخذ أنفاسها، أخذ هو بدوره يحاور من بجوارها وكأنه يعلم أنها بحاجة لتستوعب ما إذا كان ماهي به حلم كتلك الأحلام التي تنسجها كل ليلة أم هو واقع حالم.

أخذت تخطفه بنظرات سريعة وكأن عينيها عطشى تنتظر نظرة منه لترتوي.أرادت أن تهديه ذكرى منها رفض بشدة وأصرت هي بشدة وزاد هو بالرفض.

أحست أنها كُسِرتْ وأن ليس من حقها أن تهديه شيئا منها. اعتبرها أختا له قالت داخلها بصوت خافت ماذا أخت؟ ! رفضت بشدة ذلك التشبيه فهي لم تعتبره أخا يوما.

في نهاية ذلك اللقاء ناداها باسمها توقف قلبها للحظة، اقتربت منه أصبحت المسافة بينهم لاشيء.. تمنت أن تغمض عينيها لحظتها وتحضنه بشدة، أن تبكي من شدة ما تشعر به من مشاعر لا تقوى لها احتمالا..

قال لها أقدر مشاعرك و أحترمها ولكن... و ياليت ما بعد لكن لم يكن. « أعلم حدودي جيدا.. وأعلم أن نفس الظروف التي تحيط بك هي ظروفي ذاتها التي تحديتها وتحديت واقعي وأحببتك «.

أدركت حينها أنها لا تعني له ما يعنيه لها.

أومأت له بالموافقة على ما طلبه منها، أدارت ظهرها وخرجت، ولكن قبل أن تغادر ذلك المكان دفنتْ كل شيء جاءت به معها، وتركته هناك، وغادرت مكسورة وكأن شيئا لم يكن...

- ريم خواجي