الدوران حول السعادة، حول الفرح، حول البهجة، حول السرور، حول حبّات العنب وثمار التين وكؤوس العصائر وفناجين القهوة ودلال الحُب: ذلك هو العيد. يُعاد تدوير الأشياء لتعود للعهد الذي كانت عليه، للحال الذي سبق حالها الآن: عند نية تدويرها.
مثال: أوراق الصحف والمجلات والكتب المدرسية وما شابه؛ قبل أن تكون صحفاً ومجلات وكتباً، كانت ورقاً أبيض مصقولاً تكحّل بالحبر - تجمّل بالثقافة- تزيّن بالعلم، وما إن انتهت الحاجة إليه قال: أعيدوني حيث كنت تدويراً، علّي أعود إلى أحضانكم، أدمغتكم، عقولكم، مجدداً أو مرة أخرى بكحل مختلف وجمال مستثنى وزي مغاير: ذلك هو العيد.
* * *
إذا نحن تدارسنا فكرة تدوير العيد؛ جددنا الوجوه، غسلنا الصدور، طورنا في الأردية، نوعنا الحلوى، شكلنا ألوان الورود فلم يعد اللون الأحمر يطبل للاحتكار والأبيض يرقص له. تدوير العيد؛ إذا ذبل في الصدور، وشاخ في الأذهان، وجف في الكلمات؛ بأن نريق ماء الحيوية ومطر الانتعاشة وعطر التحليق.
* * *
تدوير العيد؛ وتدوير جمل مكرورة: عيد مبارك، كل عام وأنتم بخير بأن نفرّقها حروفاً ونعيد إنتاج جمل أخرى، ما رأيكم لو جربنا الآن تفريق الحروف وبعثرتها. أعني حروف: عيد مبارك. كل عام وأنتم بخير. سأبعثرها الآن وأعيدوا تدوير الحروف بجمل أخرى مغايرة:
ع م ك ي ب د ا ر ل و ن ت.
تولّد لدينا12 حرفاً بعدد شهور العام.
كل عام والفرح فيكم عاااااام بينكم.
دوركم الآن في توليد جمل أخرى للمعايدة من هذه الحروف.