نشرتُ عبر حسابي في تويتر، صورة وزير الصحة بالوكالة مع حرمه ومجموعة من المتطوعات لخدمة ضيوف الرحمن، وهي صورة حسب رأي الأغلبية، تحمل دلالات كثيرة للالتزام بالدين، ولحب عمل الخير، في موسمٍ يحلم كل واحد منا أن يحظى فيه بشرف خدمة حجيج بيت الله.
وككل قضية تكون المرأة طرفاً فيها، ثارت حول هذه الصورة ثائرة. فهناك من لم تعجبه الصورة من الأساس لأن المتطوعات متحجبات ولسن متنقبات، وهناك من لم يعجبه وجود الوزير بين المتطوعات، حتى مع وجود زوجته:
-وشْ موقفه مع الحريم؟!
والبعض اعتبر وقفته معهن، امتداداً لموقفه الداعم لتأنيث الأسواق النسائية.
إذاً، وكالعادة، سنترك القضية الأساس، وسنناقش القشور السطحية. وهنا لن أعترض على أي شكل من أشكال المناقشة، طالما أنها لا تمس خصوصيات الآخرين وحرياتهم، لكنني سأؤكد أن مثل هذا النقاش، سيكون سبباً في انصرافنا عن رؤية المغزى الحقيقي لحملة التطوع الموجهة لمساعدة النساء القادمات من كل أصقاع الأرض لتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام. وبوجود هؤلاء المتطوعات، ستكون هناك فرص أفضل وأكثر خصوصية لخدمتهن.
ربما نختلف مع المهندس عادل فقيه، لكننا حين نلمس أنه يتبنى مبادرات مميزة، فإننا سنشير إليها بإيجابية، وسنشد على يديه ليتبنى غيرها، فالصالح العام في النهاية فوق الخلافات الشكلية.