في تقرير بعنوان (إعادة تعريف ديناميكيات التنافسية العالمية) أصدرته مجموعة (بوسطن كونسلتينغ جروب) تضمن قائمة أبرز مائة شركة منافسة عالمياً لعام 2014 وذلك على مستوى الأسواق الناشئة، جاءت ست شركات عربية، منها خمس شركات خليجية، وثلاث من هذه الخمس من دولة الإمارات العربية المتحدة!
هذا التقرير الذي يكشف النمو السريع لهذه الشركات، وحضورها على المستوى الدولي، جاء بشركات رائدة من ثماني عشرة دولة، بعد أن كانت ثماني دول فقط هي من قدمت الشركات الرائدة للعام 2006 .
بين عامي 2006 و2014 اقتحمت عشر دول الأسواق الناشئة، مما يعني أن العالم بأكمله ينمو اقتصادياً، وتحتدم بين دوله المنافسة بشكل يثير الإعجاب، بمعنى أن السوق لا يرحم الشركات، ولا الدول الهرمة، إذا تجاوزها العالم الناشئ، فكل الاحترام لدولة خططت وعملت كالإمارات، إلا أن أصبحت تلفت أنظار العالم، وليس الخليج أو العرب فحسب.
فأن تفوز شركة عملاقة مثل سابك، فهو دليل على أن صناعة البتروكيماويات نمت بشكل مميز لفت أنظار المحللين الاقتصاديين في العالم، وهي مثل أرامكو السعودية تعتمد على ثروات طبيعية، وتم استغلالها بشكل جيد، حتى أصبحت إحدى الشركات في القائمة تلك. لكن اللافت أيضاً أن تفوز بمقعد الشركات الرائدة تلك، شركات نقل وخدمات كخطوط الطيران، فقد فازت الخطوط الجوية القطرية، وكذلك الاتحاد للطيران، علماً بأن طيران الإمارات أيضاً دخل كشركة رائدة في تقرير 2006، بمعنى أن الشركات الجوية الثلاث، اثنتان في الإمارات، وواحدة في قطر، من الشركات التنافسية الرائدة، بينما خطوط الدول الخليجية الأخرى ليست في الحسبان، بالذات الخطوط السعودية التي كانت يوماً ما، هي الشركة الأولى في الملاحة الجوية خليجياً وعربياً!
كذلك من ضمن الشركات التي فازت بمستوى التنافسية العالمية كانت شركة اتصالات الإمارات، وهي أيضاً شركة خدمات على مستوى الاتصالات، ولو عدنا إلى شركتنا الوطنية، في مجال الاتصالات، فقد دعمها المواطن لأكثر من ربع قرن، حينما كانت هي الوحيدة التي تحتكر السوق، لكنها لم تستثمر ذلك، وتتطور حتى بعد مجيء الشركتين المنافستين، كي تصبح من أكثر شركات العالم في مستوى التنافسية!
ومن بين الشركات أيضاً جاءت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وذلك يعني أن لدينا عشرات الشركات تستطيع أن تنافس وبقوة، فدولة مثل المملكة ضمن دولة مجموعة العشرين، الأقوى اقتصاداً في العالم، لا يوجد فيها سوى شركة سابك؟ وكذلك شركة أرامكو السعودية التي كانت ضمن قائمة 2006، فأين بقية الشركات الضخمة؟
بالطبع كلنا على ثقة، بأن دخول أرامكو السعودية أولاً، ثم شركة سابك ثانياً، سيتبعه قريباً دخول شركة معادن، التي تعد الركيزة الثالثة في الاقتصاد الوطني، وهو أمر متوقّع بناءً على المشروعات الضخمة التي تقوم بها هذه الشركة.
ولا يفوتني أن أذكر الشركة العربية السادسة الفائزة ضمن شركات المائة، وهي شركة السويدي إلكتريك، من مصر، وهذا يعني أنه وبرغم الأحداث السياسية، وعدم الاستقرار الذي مرت به مصر، ورغم اهتزاز اقتصادها كثيراً بعد ثورة 2011، إلا أنها بقيت كدولة مهمة ومؤثّرة، على المستويين السياسي والاقتصادي.
بقيت كلمة أخيرة، وهي أنه من المحزن أن لا تدخل هذا التقرير من دول العالم العربي، دول الثروات والموارد الطبيعية الوفيرة، دول رجال الأعمال الذين تصدروا قوائم الأكثر غنى في العالم، إلا ست شركات من بين مائة شركة، وأربع دول بين ثماني عشرة دولة!