برئاسة معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة، عقد مؤتمر مكة الخامس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بعنوان (الثقافة الإسلامية.. الأصالة والمعاصرة) جلسته الأولى مساء اليوم الأحد 4-12-1435هـ بحضور أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات ومسؤولي المراكز الإسلامية الذين دعتهم الرابطة للمشاركة في المؤتمر. وقد شارك في الجلسة الأولى ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين تستضيفهم الرابطة لأداء فريضة الحج.
وناقش المشاركون في الجلسة محور المؤتمر الأول (الثقافة الإسلامية المفهوم والخصائص)، وترأسها معالي الدكتور كمال محمد عبيد، مدير جامعة إفريقيا العالمية في السودان. وخلال الجلسة ناقش المشاركون ثلاثة بحوث في موضوع المحور، هي كالآتي:
1 - رؤى في تأصيل الثقافة الإسلامية، للدكتور مفرح بن سليمان القوصي، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
2 - مقومات الثقافة الإسلامية، للدكتور علي القرة داغي، الأستاذ في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
3 - نحو عولمة الثقافة الإسلامية، للدكتور محمد الأمين سيد المختار.
وأبان الباحثون خلال استعراض بحوثهم تعريفاً مفصلاً لمفهوم الثقافة الإسلامية، وأوضحوا أن الإيمان بالله تعالى أصل الثقافة الإسلامية، مستدلين بذلك بما جاء في الكتاب والسنة.
وقالوا: إن ما تعانيه الأمة اليوم من تمزق وانقسام، وما تقاسيه من نكبات وأزمات، يعكس كل ذلك مدى عمق واتساع الخلل الحاصل في بنيتها الثقافية، ومدى الحاجة الملحة إلى المبادرة بإصلاح ثقافي شامل على أصول العقيدة الإسلامية الصحيحة.
كما ناقش المشاركون تأصيل الاتجاه العام للثقافة الإسلامية وخصائص الثقافة الإسلامية، التي تمتاز عن غيرها من الثقافات؛ لأنها ربانية المصدر والوجهة، وهي ثقافة عالمية، بكل ما تعنيها من كلمة.
وتناول الباحثون المقومات العالمية للثقافة الإسلامية، والقدرة على استيعاب الثقافات الأخرى.
وتحدث الباحثون كذلك في مفهوم الثقافة الإسلامية عن مطلبين:
أولاً: مفهوم الثقافة الإسلامية.
ثانياً: مفهوم مقومات الثقافة الإسلامية.
وفي السياق نفسه، تناول المشاركون عولمة الثقافة الإسلامية، وأجمعوا على أن منزلتها هي بمنزلة الرأس من الجسد، مؤكدين أن الثقافة الإسلامية تمتلك مقومات العالمية؛ إذ يمثل المسلمون ثلث سكان الأرض؛ لأنهم أصحاب ثقافة مميزة وعالمية، قادرة على ريادة العالم، مع احترام خصوصيتها. مضيفين بأن استعادة هذا الدور الريادي يستوجب إيجاد استراتيجيات للوصول إليها.
وأضاف المشاركون في هذه الجلسة بأن الثقافة الإسلامية لها القدرة على استيعاب الثقافات الأخرى، والتعاطي الإيجابي معها، ومن ذلك احتفاظ غير المسلمين بثقافاتهم.
وفي ختام الجلسة الأولى اختار المشاركون في المؤتمر لجنة لرصد توصيات المؤتمر وصياغة البيان الختامي.