السعودية القادرة على الانتصار دائماً !

فيما تستنفر كافة الأجهزة الحكومية والخاصة في هذا الموسم السنوي الضخم، حيث تتوافد أعداد كبيرة من الحجاج من كل الكون تقريباً في فترة زمنية وبقعة جغرافية محددتين، تواصل البلاد عقوداً من التميز المستمر في تنظيم الحشود الكبيرة استقبالاً ورعاية أمنية وصحية.

ورغم كل الإشكالات في السابق التي مرت على موسم الحج لناحية استغلاله سياسياً، أو محاولات يائسة لإفشاله وإحراج السعودية، كان التفوق حليفنا، والتغلب على كل المشاكل الأمنية وحتى السياسية نتيجة دائمة.

طبعاً أهمية موسم الحج لبلد يرعى الحرمين لا تحتاج لتفصيل أو تذكير أو ثناء، لكن لنأخذ ذلك في سياقات تحديات أشمل.

المملكة العربية السعودية واجهت تحديات عدة منذ بدايات التأسيس الأولى، عندما اعتقد الإخوان حينها أنهم شركاء في الحكم وتوجيه القرار نحو التطرف الديني، وهو ما رفضه وواجهه المؤسس الملك عبد العزيز الذي كان حينها مشغولاً بتثبيت أركان دولة ومؤسساتها ووضع البلاد ضمن المجتمع العالمي ومنظماته.

كما ونتذكر جيداً تفاصيل حادثة الحرم الشهيرة، وتحديات أمنية في فترة جهيمان واحتلال جماعته المتطرفة والمتشددة التكفيرية المسلحة للحرم المكي.

تلا ذلك الثورة الخمينية ومحاولات زعزعة الأمن، وتحديداً خلال مواسم الحج المتتالية، في استغلال سياسي فاضح ومتكرر لركن من أركان الإسلام. لكن في كل الوقائع السابقة تفوّقت السعودية في إعادة الأمور إلى طبيعتها بحزم وصرامة.

ثم الحرب العراقية الإيرانية، وبشكل أكبر تهديداً، وأقرب جغرافياً وسياسياً الاحتلال العراقي للكويت وحرب تحرير الكويت، رغم كل التحديات الداخلية والمعارضة الصحوية - الإخوانية حينها بأجندتها السياسية الحزبية الاستغلالية، والتي شكلت تهديداً حقيقياً، استطاع الوطن أن يفرض قوّته والتزامه الدولي فوق كل الحسابات الضيقة للحركيين وغيرهم.

طبعاً لا يمكن لنا أن نغفل في السياق حرب تحرير العراق من نظام صدام وتداعياتها الكبيرة حينها وبعدها، وحتى الساعة.

يمكننا بسهولة الآن أن نتصفح المشهد وصولاً إلى ما سمي زيفاً وتجميلاً «بالربيع العربي»، والزج بالعالم العربي نحو الفوضى والمزيد من التقسيم، وسط تيارات حزبية إخوانية وإسلامية سياسية تقتنص الفرصة ومدعومة خارجياً وإقليمياً لتغيير النظام وتفتيت الأوطان. ورغم نشوة نصرهم القصيرة إقليمياً إلا أن السعودية أثبتت أنها سدٌّ منيعٌّ للأمن والسِّلم العربيين في مواقف سياسية وتاريخية صارمة.

أيضاً.. لا يمكن لذاكرتنا أن تتجاوز المواجهات الكبيرة مع القاعدة وخلاياها أمنياً وعسكرياً في شوارعنا وأحيائنا، وما أحدثته من قتل وتفجير وإرهاب، وإن كانت حرب السعودية المستمرة على الإرهاب والتطرف مستمرة اليوم، في مواجهة تتجاوز الحدود وداخلها مع الداعشية وأتباعهم التكفيريين، إلا أن المملكة انتصرت في الأولى بتفوق أمني محكم، وستسجل في الحرب الثانية الآن انتصاراً مؤزراً.

كل الوقائع التاريخية تؤكد أنّ المملكة تخرج أقوى في كل المواجهات لإضعافها أو تقسيمها، أو حتى الإخلال بأمنها، رغم وجود دائم لتيارات وتجمعات وأشخاص في الداخل تحاول استغلال كل تلك المفاصل أو الأزمات، إن لم يكونوا فعلياً جزءاً منها. ويحدث دائماً أنها تيارات متشددة ومتطرفة ذات علاقة بالإسلام السياسي وأحزابه وتنظيماته الطارئة والمتلونة.

بالتأكيد إنّ المملكة ستنتصر كبلد ووطن، شعبياً ورسمياً في حربها الثانية الآن على الإرهاب والتطرف والتكفيريين في الداخل والخارج، لأنها هنا تمتلك جبهة داخلية أكثر تماسكاً في المواجهة، وعلى خلاف كل الجدل ومحاولات الإرباك، فالصورة اليوم أكثر وضوحاً عن الإرهاب والإرهابيين، وعن التيارات التي ظلّت دائماً توظف الأحداث لصالح استغلالها السياسي، وفي مقدمتهم ما يسمّى بـ «جماعة الإخوان المسلمين»..!