أشاد ممثل منظمة الصحة العالمية في المملكة الدكتور حسن البشرى بجاهزية وزارة الصحة للترصد الوبائي في المنافذ الجوية والبرية والبحرية وخطة الطوارئ التي وضعتها الوزارة للتصدي لمرض الحمى الفيروسية النزيفية (إيبولا) والأمراض الوبائية المعدية في منفذ مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة.
ووصف ممثل منظمة الصحة العالمية التجربة في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بالرائدة قائلاً: «سوف أنقلها كممثل لمنظمة الصحة العالمية بما فيها من تفاصيل إلى المكتب الإقليمي لتعميمها على دول أخرى بحيث يمكن الاستفادة منها لأنها تجربة رائدة».
وقال الدكتور البشرى: «في البداية أشكر وسائل الإعلام ودورها في نشر الوعي بشكل عام ونشر الحقيقة والمعرفة بين الناس حتى يطمئن الناس، لقناعتي بأن الإعلام شريك قوي في مثل هذه الإجراءات لأننا نريد وعياً ولا نريد ذعراً، لهذا فإن الهدف واحد بتعاون الجهات كافة ووسائل الإعلام.
وأضاف، الأمراض التي تحدث الآن مثل مرض الإيبولا وغيره من الأمراض الوبائية لا تأتي لوحدها ولا تحتاج إلى جوازات سفر فهي تأتي مع الناس، والناس يأتون عبر منافذ معروفة، فالقادمون مثلاً من دول موبوءة وهنا تأتي أهمية الحج من الناحية الصحية، وهي أن الناس يأتون من كل فج عميق، وتأتي معها الأمراض، ومعها سلوكيات قد تؤدي إلى أمراض، وتأتي معها بعض الأشياء قد تؤدي إلى أمراض، ومن السلوكيات في الحج مثلاً الحلاقة، أيضاً بعض الناس يجلبون من بلدانهم بعض المأكولات، وبعضهم يأتي ومعهم بعض الأمراض التي تتزاوج وينتشر المرض بين الجنسيات الأخرى في الحج، وعند العودة إلى بلدانهم يحملون معهم أمراضاً كثيرة.
كما أوضح ممثل منظمة الصحة العالمية أنه جرى تعديل في اللوائح الصحية «الآن عدلت ما يعرف باللوائح الصحية الدولية، واللائحة الصحية الدولية هي باختصار شديد ما يعرف بـ» الترصد الوبائي» لتقلل من خطر انتشار الأمراض عبر الحدود وسرعة الاستجابة إليها، وأحد أهم أركان اللوائح الصحية الجديدة ما يتعلق بالمنافذ البرية والبحرية والجوية».
كما تحدث الدكتور البشرى عن أهمية مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة في موسم الحج، وقال: «مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدنية المنورة في فترة الحج يمر من خلالهما أكثر من 90% من الحجاج والقليل يأتون عن طريق البر من آسيا وروسيا، ويأتي عن طريق البحر من مصر والسودان فقط، وهنا تكمن أهمية المنافذ، ولهذا لا بد أن تكون هذه المنافذ على قدرة عالية من الجاهزية ومؤهلة تأهيلاً كاملاً».
وأكد أن خطة الطوارئ في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة وبقية المنافذ ليس بالأمر الجديد لكن ما تم هو أن العمل ازداد قوة، العناصر موجودة من قبل وكذلك الكفاءات ولكن ما هو الجديد؟.. الجديد أنه تم تدريب 5 أطباء في القاهرة في منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى زيارة خبراء إلى المنافذ، وقد حددوا مواقع القوة والمواقع التي تحتاج إلى دعم، كما أنه تمت زيارات داخلية قام بها مسئولون من وزارة الصحة ومركز التحكم والاستجابة السريعة للأمراض ومعهم ممثل منظمة الصحة العالمية في الرياض، حيث تمت زيارة المنافذ، وبعد الزيارات خرج الفريق بتوصيات، وكل تلك التوصيات نفذت تماماً، وتلك التوصيات ترجمت إلى سيناريوهات الأمر الذي أدى إلى جاهزية المنافذ في المطارات وغيرها، وتوفرت كل ما يحتاج عناصر الفرق المعدة لتلك المهمة من آليات وملابس وأطباء ومطهرات وكوادر بشرية بما يكفي أو يزيد على الحاجة لمواجهة أي طارئ يمكن أن يحدث في موسم الحج.
وأضاف، وضعت سيناريوهات أخرى، على سبيل المثال، ماذا لو بلغ طاقم الطائرة عن وجود حالة مشتبه فيها لمرض معين مثل مرض الإيبولا؟.. أو ماذا يكون العمل إذا اكتشفت هذه الحالة عن نقطة الجوازات أو الجمارك أو عند نقاط الانتظار في المطار أو المنفذ؟.. كل هذه السيناريوهات وضعت لها خطة قوية جداً وكوّنت لها فرق سريعة للاستجابة، وقد وضعت تفاصيل لفرق الاستجابة حيث أُديت تجارب فرضية في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة وميناء جدة الإسلامي حتى يتعود الناس على تنفيذ مثل تلك الخطة وحتى يتم تدارك أي قصور يحدث خلال العمل.
كما أكد أن هذا العمل ليس مسئولية وزارة الصحة فقط، وإنما هو مسئولية مشتركة بين كافة الجهات الحكومية والخاصة، ويحتاج تنسيقاً على مستوى عال.