دعا رئيس الوزراء الروسي الأسبق الأكاديمي يفغيني بريماكوف إلى ضرورة تضافر جهود الدول لمواجهة تنظيم «داعش», وقال في مقال نشره في صحيفة «روسيسكايا غازيتا» أمس الأربعاء إن تنظيم «داعش» خطر جسيم حقيقي.
وأعرب بريماكوف عن اعتقاده بأن نواة تنظيم داعش يشكّلها متطرفون أصوليون, انضم إليهم ضباط من الجيش العراقي السابق ومن أعضاء حزب البعث.
واعتبر أن انطلاقة «داعش» نتجت في جانب كبير منها من سياسة الولايات المتحدة الأميركية التي غزت العراق، وأغرقته في الفوضى.
وقال إن السياسة الأميركية ساعدت على تسليح الإرهابيين الذين سددوا سلاحهم في وقت لاحق على الولايات المتحدة ذاتها.
ويُشكّل «داعش» خطراً حقيقياً تتمثّل خطورته في تزايد عدد أنصاره الجهاديين، وفي سيطرة التنظيم على منطقة الموصل النفطية وتكوين اكتفاء ذاتي في المال.
وختم قائلاً: إن الأمر يتطلب تكاتف الدول وبخاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وتضافر الجهود لمكافحة «داعش».. ولا يجوز أن يعيق أي خلاف الحرب على الإرهاب الدولي.
من جهة ثانية, أعلن ألكسندر زمييفسكي، مفوض الرئيس الروسي للتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية, أن موسكو تدرس إمكانية رفع مستوى مشاركتها في المركز العالمي لمكافحة الإرهاب.
وجاء في بيان له نُشر على موقع وزارة الخارجية الروسية أمس الأربعاء 24 سبتمبر - أيلول، أن الإرهاب الدولي يتعزز إيديولوجياً ومالياً وبفضل تجنيد مسلحين جدد.
وأشار البيان إلى أن «هذه القوى تلعب عملياً دوراً مستقلاً في النزاعات الإقليمية وتدمر من الداخل الحركات المعارضة وتستفيد من التناقضات الطائفية والعرقية»، مضيفاً أن قدرات التنظيمات المتطرفة تتزايد بسبب التعاون مع الجريمة الدولية المنظمة وتجارة النفط بشكل غير شرعي.
وأكد بيان المسؤول الروسي أن تطور الأخطار الإرهابية يؤكد مرة أخرى ضرورة التعاون الدولي لمواجهتها على أساس احترام القانون الدولي وسيادة الدول وفي إطار الدور المركزي للأمم المتحدة.
وشدد على عدم جواز استخدام مكافحة الإرهاب لتحقيق أهداف جيوسياسية لا تمت بصلة إلى مهمة التصدي للخطر الإرهابي، محذراً من أن مثل هذا السيناريو سيؤدي إلى زيادة التوتر وزعزعة الوضع أكثر.
ويعتبر المركز العالمي لمكافحة الإرهاب بمثابة منبر غير رسمي ومتعدد الأطراف يُعنى بمكافحة الإرهاب وينصب تركيزه على الوقوف على الاحتياجات المدنية لمكافحة الإرهاب وتأمين الموارد والخبرات اللازمة لتلبية تلك الاحتياجات وتعزيز التعاون العالمي.. ويضم المركز 30 عضواً مؤسساً وخمس جماعات عمل.