كشف الدكتور عبد الحسين بن علي ميرزا وزير الدولة لشؤون الكهرباء والماء البحريني، أن دول مجلس التعاون الخليجي تمكنت من تفادي 1073 حالة انقطاع كهربائي بينها بسبب ارتباطها مع بعضها عن طريق شبكة الربط الكهربائي الخليجي وذلك خلال الفترة الممتدة من يوليو 2009 وحتى الآن.
وأكّد ميرزا، في تصريح له أمس لـ «بنا» على هامش ندوة «التكامل الاقتصادي: التحديات والحلول» في المنامة، أن الربط الكهربائي الخليجي يعتبر أكبر إنجاز لوزراء الكهرباء في دول مجلس التعاون، مضيفاً أن المشروع قائم وموجود بين الدول الست، وأن هناك كابلات ممدودة بين كل الدول الأعضاء، حيث إنه إذا حدث أي انقطاع أو مشكلة للكهرباء في أي دولة من دول مجلس التعاون يتم مدها بالكهرباء من الدول الأخرى بشكل أوتوماتيكي، مشيراً إلى أنه عندما يحدث أي نقص للكهرباء في فصل الصيف نتيجة للحمولات الزائدة فإن الربط الخليجي يقلّل من الانقطاعات.
ومن المعلوم أن مشروع الربط الكهربائي الخليجي حقق عدداً من الفوائد أهمها المساندة الإستراتيجية لشبكة كهرباء أي من الدول الأعضاء في حالات الانقطاع الشامل أو في حالات الطوارئ، إلى جانب مشاركة الدول الخليجية في احتياط التوليد، مما سيخفض احتياطي قدرات التوليد إلى نصف إجمالي الاحتياطي المطلوب، وكذلك الاستغناء عن بناء محطات توليد تزيد قدرتها على 5000 ميجاواط، وتوفير أسس تبادل الطاقة بين الدول بما يخدم النواحي الاقتصادية ويدعم الموثوقية وتنمية الصناعات الخليجية في مجال صناعة المعدات الكهربائية وقطع الغيار، وتقليل الاستثمارات اللازمة للطاقة الكهربائية.
وأوضح الوزير البحريني أن دول المجلس تعمل الآن على الانتهاء من المرحلة الثانية من الربط الكهربائي والمتمثلة في المرحلة التجارية «تجارة الطاقة على أسس اقتصادية» والتي ستشهد تصديراً للكهرباء من دول مجلس التعاون، فالدولة التي لديها فائض من الطاقة الكهربائية يمكن لها أن تبيعها للدولة المحتاجة للكهرباء. وستسهم هذه الخطوة في التوفير على دول الخليج تكاليف الوقود العالية المستخدمة في توليد الطاقة، وتقنين تكاليف الإنتاج والتشغيل في شبكات كهرباء الدول الأعضاء في التوليد.
وأكّد ميرزا، أن وزراء الكهرباء في دول المجلس يعملون على إنهاء هذه المرحلة حالياً والتي اعتبرها مهمة لأنها ستوفر لجميع الدول فوائد اقتصادية كبيرة، مشيراً إلى أن كل دول الخليج طبقاً للربط الكهربائي يجب أن توفر للأمانة العامة وهيئة الربط الكهربائي الطاقة المستقبلية التي ستكون لديهم وهذا يمثّل التزام عليهم»، مضيفاً أنه في آخر جلسة تمت بين وزراء الكهرباء في الكويت قدمت كل دول المجلس الطاقات التي تتوقع أن تكون لديها في 2018 - 2019. وتابع الوزير قوله «إنه عقب المرحلة التجارية بين دول الخليج سننتقل إلى مرحلة الربط الكهربائي العربي، ثم بعد ذلك الربط العربي والخليجي للكهرباء مع دول أوروبا»، لافتاً إلى أن أوروبا تحتاج إلى الكهرباء في فصل الشتاء ودول المنطقة نحتاج للكهرباء في فصل الصيف، وبالتالي يمكن أن نمدهم بالكهرباء في فصل الشتاء وهم يمدوننا بها في فصل الصيف.