في أحد مشاهد مصورة عرضها موقع إخباري إلكتروني صبيحة الخميس الماضي قام فيه ركاب طائرة باكستانية بطرد رجل أشارت الصحيفة إلى أنه وزير وقد تأخر موعد إقلاع الطائرة لساعتين ونصف لتأخره فلم تقلع الطائرة في موعدها حتى أتى.. مما أثار سخط الركاب فطردوه من الطائرة..
بالفعل تم طرد الرجل كما يقر المشهد، ولئن كان حقيقة وزيراً فمضاعف خطأه، وسيئٌ سلوكه، ولا يستحق أن يكون في منصب وزير يفترض أن يلتزم المواعيد، ويحرص على مصالح الآخر، ويكون قدوة في احترام وقت الأخير إن لم يحترم وقته، إلا أن أحيط به لأي سبب فكان عليه الإقلاع في طائرة أخرى أو الاعتذار لترحل بدونه..
إن الوزراء أمناء وهم أول من يسأل عن المصلحة العامة، والقدوة في التعامل، والتطبيق للأنظمة، والمبادرة نحو الواجب، وحق الآخر..
فمنصبه بقدر ما يمنحه من الوجاهة، والرفعة، والسطوة، فإنه يجرده ما يقابلها من الاستبداد، والاسغلال، والتطاول بالنفوذ..
الوزراء أول من ينبغي أن يمثلوا آداب التعامل يحترمون الوقت، يحرصون على تضييق مصالحهم، ومنافعهم، وحصر سلطتهم في تنفيذ النظام، وتأدية التكاليف التي لهم فيها صلاحيات، وقرار..
هم عيون القادة، وهم رسل الأمانة، والأمناء على الناس..
خطيئتهم مضاعفة، وحسنتهم واجبة..
وليس ليقرروا ما يشاؤون، وإن كان في موعد جلوس على مقعد الدرجة الأولى في الطائرة.. مهما اعترضهم من عذر..
في المشهد المرئي ثلة من المواطنين يخرجون وزيرهم من الطائرة.. لأنه تجاوز وإن به عذر، وتخطى وإن له نفوذ، واستبد وإن كانت له حجة..!!
ترى هل يفعل وزراؤنا شيئاً مماثلاً، وإن لم يعلن عنه..؟!
هل يجرؤ أحدهم أن يؤخر موعد إقلاع طائرة لأي سبب يكون؟
وهل تفعل رضاء وامتثالاً الجهة المسؤولة عن مواعيد إقلاع الطائرات في حالة مشابهة؟
ترى كيف هي خفايا وزرائنا؟