وصف صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة اليوم الوطني للمملكة بأنه تخليد لذكرى ملحمة بطولة توحيد المملكة وتأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه-.
وقال سموه في كلمة بهذه المناسبة فيما يلي نصها :
تحتفل المملكة العربية السعودية في اليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر بيومها الوطني وذلك تخليداً لذكرى ملحمة بطولة توحيد المملكة وتأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه-.
ومنذ ذلك الحين تعيش المملكة العربية السعودية حراكاً متسارعاً نحو التطور والنمو في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأمنية ويأتي ذلك بفضل المولى عزَّ وجلَّ ثم بنظرة قادة هذه البلاد الثاقبة والمتطلعة دائماً لجعل المملكة ضمن مصاف الدول المتقدمة، حيث استفادت المملكة العربية السعودية من تجارب الأمم السابقة في التطور واختطت لنفسها نظرية تنموية متميزة تجمع بين أصالة التمسك بالدين الإسلامي الحنيف ومعطيات الحضارة المعاصرة التي تعيشها المجتمعات البشرية في الوقت الراهن.
لقد استدعى ذلك أن تكون المملكة منفتحة على جميع دول العالم، وأن تدار الأمور فيها بمرونة عالية توازن بين ضرورة الانفتاح على المجتمعات الخارجية وبين المحافظة على قيمها الإسلامية ومصالحها الإستراتيجية، كما استدعى هذا الواقع أيضاً أن تعمل جميع المؤسسات في المملكة كمنظمة عمل متكاملة لتوفير بيئة وحياة كريمة للمواطن والمقيم والزائر ويأتي في مقدمة هذه المنظومة المتكاملة الأجهزة الأمنية.
إن النظرة للمؤسسات الأمنية في المملكة هي نظرة تنطلق في الأصل من أن دورها تكاملي يأتي لمساعدة القطاعات الأخرى في تأدية مهامها بفعالية وسهولة وتساعد في المحافظة على مكتسبات المملكة التنموية ورعايتها, ورئاسة الاستخبارات العامة هي أحد الأجهزة الأمنية العاملة لتحقيق هذه الطموحات وخدمة كل من يعيش على هذه الأرض الطاهرة وهي تمثّل أحد ملامح التطور والتفوق في مجال الأمن الوطني.
ويلمس المتتبع لمسيرة رئاسة الاستخبارات العامة منذ نشأتها التطور الكبير الذي مرت به منذ أن كانت مكتباً متواضعاً عام 1376هـ إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من تطور وتحديث أصبحت معه تضاهي الأجهزة الاستخبارية الحديثة بطريقة عمل راقية مبنية على الاحترام المتبادل مع المواطن والمقيم حتى أصبح جهاز الاستخبارات في المملكة مثالاً يحتذى به في رقي المعاملة, وتضع رئاسة الاستخبارات العامة ضمن أهم الأهداف الإستراتيجية التي تقوم عليها مكافحة الأفكار الهدامة التي تحاول
أن تنال من قيم واستقرار هذا البلد الآمن.
لقد سعت رئاسة الاستخبارات العامة إلى أن تكون شريكاً مجتمعياً فاعلاً في مسيرة التنمية الوطنية عبر تجنيد طاقاتها البشرية والفنية لحماية المكتسبات والمنجزات الوطنية من كل ما يمكن أن يهدد سلامتها وذلك بتوفيرها للمعلومات الدقيقة عن مصادر التهديد القائمة والمحتملة وتقديمها للتصورات عن كيفية المواجهة.
وفي هذا الإطار مدت رئاسة الاستخبارات العامة يد الشراكة للجامعات السعودية للتواصل مع مراكز البحوث ونخبة من المفكرين في هذه البلاد بما يكلف دراسة الموضوعات محل الاهتمام دراسة علمية وافية وتقديم الآراء العلمية الملائمة.
كما سعت رئاسة الاستخبارات العامة إلى أن تكون أول القطاعات الحكومية التي طبقت مفهوم الحكومة الإلكترونية وإنجزت تعاملاتها الإلكترونية عبر شبكة تواصل إلكترونية ترتبط بقواعد معلومات واسعة ومتنوّعة تلبي احتياجات الجهاز من
المعلومات وتقدمها للقطاعات الأخرى التي تحتاجها, وإيماناً منها بأهمية المعلومات في العالم المعاصر والتقنيات المرتبطة بها فقد نظمت مؤتمراً دولياً لتقنية المعلومات عام (2008م) استقطبت خلاله خبراء تقنيات المعلومات من جميع أنحاء العالم.
ومن هنا تتشكل الرؤية التي تعمل بها رئاسة الاستخبارات العامة في جعلها على قدر عال من الكفاءت والاحترافية المعنية وقادرة على توفير المعلومات الدقيقة في وقت مبكر والقيام بالعمليات والأنشطة الأمنية والتكيف مع متطلبات الأمن
المتغيرة لتحقيق الأمن الوطني، وذلك بما لديها من كفاءات بشرية فاعلة وإمكانات فنية حديثة بتكامل وتنسيق مع الأجهزة الأخرى داخل المملكة وخارجها.
إن ذكرى اليوم الوطني تحتم على كل مواطن أن يستذكر الإنجازات التنموية التي تحققت وانعكست على المستوى المعيشي لكافة مجالات الحياة في هذا العهد الزاهر, ونحن إذ نفخر ونحتفى بهذه المناسبة الغالية لنهنئ أنفسنا بأن وهبنا الله قائداً مخلصاً يتمتع بشخصية فذة وبعد نظر واهتمام كبير بمصالح بلاده وشعبه.
وختاماً أسأل الله العلي القدير أن يحفظ لنا قائد مسيرة الخير والنماء والتطوير والبناء سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأن يحفظ ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب
السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وأن يحفظ وطننا الغالي من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار وأن يمتع الجميع بدوام الصحة والعافية إنه سميع مجيب.