نتقاتل بعد المقبرة

سؤال يطرحه كل العاملين في المجال الصحي:

- هل المرض هو وحده ما يدفعك للتحرك بشكل إيجابي للمحافظة على صحتك؟!

الجواب بطبيعه الحال:

- نعم.

بهذا القياس، سنفهم لماذا يقلع المدخن عن هذه العادة التي كان يعرف دوماً أنها قاتلة، بمجرد أن يصيبه مجرد التهاب رئوي بسيط. وسنفهم لماذا يذهب ذوو وذوات الأوزان الزائدة إلى الأندية الرياضية، وقد كانوا يعرفون أن الإفراط في الأكل وعدم ممارسة الرياضة ستقودهم لهذا المصير الشحمي المحتوم.

هل «خليها على الله» هي القاعدة التي تسببت في جعل مجتمعنا يقع تحت دائرة التهديد الصحي، وخاصة في أمراض لها علاقة بالعادات الغذائية والسلوكية، مثل السكري وأمراض الكلى وأمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز الهضمي وأمراض العمود الفقري والمفاصل؟! كل شيء بإرادة الله، لا شك في ذلك، لكن الله لا يأمرنا بأن نقود أنفسنا إلى التهلكة، تحت شعار الخمول والكسل وإشباع الرغبات بشكل مبالغ فيه. لقد أمرنا الله بالاعتدال في كل شيء، بل إن السلوك الغذائي الأمثل تجده في القرآن والسنة، وهو ما يتجاهله عمداً عشاق مصطلح «خليها على الله».

بنفس السلوك، نحن نشاهد أبشع حوادث السيارات، ثم نقود سياراتنا بأعلى سرعة. نتشدق بالإعجاب بنهضة الغرب، ثم لا نلتزم بالوقوف بالطابور. نخرج من دفن الميت في المقبرة، ثم نتقاتل على الدنيا.