كلما تحدث أو كتب أحد عن إنجاز امرأة سعودية، صبَّ البعض جام غضبهم عليه، متهمينه بالصفات والألقاب التي أنتم خابرينها. وقد يظن البعض أن السبب في ذلك يعود لكون مجتمعنا يتصف بالأبوية والذكورية، ولكن السبب ليس كله كذلك. هناك من يهدده وجود المرأة في أي منجز، ليس لكونها إمرأة، بل لأنه لا يستطيع أن يحقق شيئاً إلا مهاجمة الناس وإتهامهم في ما ليس فيهم، ليشغلهم عنه وعن فشله. هو لا يملك إلا هذا المنجز، التهجم على الآخرين.
إن مما نفقده في التعامل فيما بيننا، الإشارة إلى نجاحات الآخرين وتميزهم وتفردهم، وكأننا حين نفعل ذلك، ننتقص من أنفسنا، في حين أن النقص كل النقص هو أن نترك المتميز الناجح المتفوق وحيداً، دون أن نشعره بأهمية تفوقه، مما قد يثبط عزيمته، ويجعله متقوقعاً على نفسه، غير حريص على إكمال مسيرته، طالما لم يصفق لها أحد، ولم يسانده أحد.
على المؤسسات المعنية بدعم نجاحات الموهوبات والموهوبين، من أبنائنا وبناتنا، أن يفكروا بآليات مختلفة للتعريف بنجاحاتهم وتفوقهم والتكريم أو الاعتراف الإقليمي والعالمي لهم وبهم. على تلك المؤسسات واجب نقل تجارب المبرزين إلى الوسائل الإعلامية بكل أشكالها، ودفع المخصصات التي تضيع في برامج العلاقات العامة المنقرضة، للإعلان عن مبدعاتنا ومبدعينا، فكل إعلان عن مبدع، سيخلق ألف مبدعة ومبدع.