سيطر المتمردون الحوثيون على مناطق واسعة من العاصمة صنعاء مساء أمس الخميس. وأعلنت جماعة تطلق على نفسها أنصار الله «الحوثيين» في وقت متأخرمن الليلة الماضية أنها تمكنت من السيطرة على كامل الاحياء الشمالية من صنعاء.. وقالت في تعميم لها بهذا الخصوص :« تم بحمد الله تطهير مناطق شملان، وذهبان وجدر، وشارع الستين الشمالي حتى جولة عمران..بشكل كامل». وعند الساعة العاشرة كانت الاشتباكات ما تزال مستمرة بين المقاتلين الحوثيين وقوات الحراسة الخاصة بمبنى التليفزيون اليمني الرسمي بصنعاء.
وأضاف البيان أن طلاب الكلية الحربية المنتشرين في شارع «النصر» - تقاطع شارع «المطار» – شرق صنعاء، أخلوا مواقعهم سلمياً بعد التفاوض معهم. وقالت جماعة الحوثيين في سياق التعميم إن المواجهات في شمال العاصمة صنعاء جاءت رداً على ما وصفته بالعدوان الغاشم الذي يتعرض له المواطنون، وليس هناك أي توجه لإسقاط العاصمة صنعاء. وعلى اثر ذلك، ترأس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء الخميس اجتماعا استثنائيا للجنة العسكرية والأمنية العليا، تم الوقوف خلاله أمام التطورات الناتجة عن الحشود الحوثية وتفجير الأوضاع باتجاه العاصمة صنعاء وما حولها وما يمثله ذلك من تهديد الأمن والاستقرار والسكينة العامة الأمر الذي يتنافى مع ما يتم حالياً من جهود وحوارات من أجل التسوية السياسية للأزمة الراهنة، وفقاً لما أوردته وكالة الانباء اليمنية الرسمية. وقالت الوكالة: إن الرئيس هادي، وضع الجميع أمام مستجدات الأوضاع والموقف العام للحالة الأمنية وتداعيات الأزمة التي تشهدها اليمن.. مشيراً إلى الجهود المبذولة لمد يد السلم والحوار لحقن الدماء وتجنيب البلاد منزلقات ومآلات لا يحمد عقباها. وقال الرئيس اليمني: إن «البلاد لا تحتمل المزيد من التصعيد والحروب».
وحث الجميع على الاضطلاع بمسؤولياتهم ومهامهم للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة. يأتي ذلك التقدم للحوثيين بعد مقتل حوالى40 شخصا في اشتباكات دارت أمس الخميس في الضاحية الشمالية الغربية لصنعاء بين المتمردين الحوثيين والجيش حيث سقطت على اثرها مناطق واسعة من صنعاء بيد الحوثيين فيما يتابع مبعوث الامم المتحدة جمال ابن عمر محادثاته مع زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي في معقله بمحافظة صعدة الشمالية. وافادت مصادر محلية وشهود عيان ان اشتباكات اندلعت بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة في شارع الثلاثين الذي يرط بين ضاحية شملان وجامعة الايمان في الضاحية الشمالية الغربية لصنعاء. وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان «اكثر من 38 شخصا قتلوا واصيب عشرات آخرون بجروح في صفوف المتقاتلين».
وأكدت مصادر طبية هذه الحصيلة. وسقطت غالبية القتلى في المعارك التي اندلعت اثر كمين نصبه مسلحون قبليون لقافلة من الحوثيين في شارع الثلاثين الذي يصل بين ضاحية شملان وجامعة الايمان الاسلامية، بحسب ما اضافت المصادر نفسها. وافاد شهود عيان ان سيارات الاسعاف كانت لا تزال حتى المساء تشاهد في شارع الثلاثين. وشارع الثلاثين مغلق والحركة فيه متوقفة تماما فيما تسجل حركة نزوح للاهالي من المنطقة بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وفي صعدة، معقل الحوثيين في اقصى شمال البلاد، يتابع مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر محادثاته للدفع نحو التوصل الى اتفاق تسوية يجنب البلاد الحرب الاهلية.
وكان ابن عمر قال للصحافيين في صعدة مساء الاربعاء ان المحادثات كانت «بناءة وايجابية» وتمنى ان «تفضي الى نتائج ايجابية». ويحضر المحادثات مع الحوثي الى جانب ابن عمر، ممثل عن رئاسة الجمهورية ورئيس جهاز الاستخبارات.
وأتت زيارة ابن عمر لصعدة على وقع توترشديد يسود اليمن مع مواجهات بين الحوثيين وخصومهم، خصوصا في منطقة صنعاء وفي محافظة الجوف الشمالية.